عقيدة اهل السنة في الصحابة
عقيدة اهل السنة في الصحابة
الإمام أبو الحسن الأشعري (تـ 342 هـ)
ذكر في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة": "” الكلام في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه… وإذا وجبت إمامة أبي بكر رضي الله عنه، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب أنه أفضل المسلمين … وإذا ثبتت إمامة الصديق رضي الله عنه ثبتت إمامة الفاروق رضي الله عنه، وكان أفضلهم بعد أبي بكر رضي الله عنهما. وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه… وثبتت إمامة علي رضي الله عنه بعد عثمان رضي الله عنه… هؤلاء هم الأئمة الأربعة المجمع على عدلهم وفضلهم رضي الله عنهم أجمعين… فأما ما جرى من علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فإنما كان على تأويل واجتهاد… وكلهم من أهل الاجتهاد. وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة، فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم، وكذلك ما جرى بين سيدنا على ومعاوية رضي الله عنهما فدل على تأويل واجتهاد. وكل الصحابة أئمة مأمونين، غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله عليهم جميعهم. وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم. والتبرئ من كل من ينقص أحدا منهم رضي الله عنهم أجمعين.”"(9)
و قال ا “: حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: ” … ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأخذون بفضائلهم، ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم، ويقدمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا رضوان الله عليهم، ويقرون أنهم الخلفاء الراشدون المهديون أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم …” ( ) • وقال في رسالته إلى أهل الثغر : ” وأجمعوا – أهل السنة- على أن خير القرون قرن الصحابة، ثم الذين يلونهم على ما قال صلى الله عليه وسلم ” خيركم قرني” وعلى أن خير الصحابة أهل بدر، وخير أهل بدر العشرة، وخير العشرة الأئمة الأربعة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم… وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة عليهم السلام إلا بخير ما يذكرون به، وعلى أنهم أحق أن ينشر محاسنهم، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن نظن بهم أحسن الظن، وأحسن المذاهب… “
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني (تـ 403 هـ)
قال في كتابه "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به": "ويجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي ورضى عنهم من المشاجرة نكف عنه، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم، ونسأل الله تعالى لهم الرضوان، والأمان، والفوز، والجنان. ونعتقد أن علياً عليه السلام أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة رضي الله عنهم إنما صدر منهم ما كان باجتهاد فلهم الأجر، ولا يفسقون ولا يبدعون. والدليل على قوله تعالى: "رضي اللّه عنهم ورضوا عنه" وقوله تعالى: "لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" وقوله: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه"(10)
إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني(تـ478هـ)
ذكر في كتابه "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد"، قد أعد فصلا عن الطعن في الصحابة يقول فيه: "وقد كثرت المطاعن على أئمة الصحابة وعظم افتراء الرافضة وتخرصهم. والذي يجب على المعتقد أن يلتزمه، أن يعلم أن جلة الصحابة كانوا من الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحل المغبوط، والمكان المحوط، وما منهم إلا وهو منه ملحوظ محفوظ. وقد شهدت نصوص الكتاب على عدالتهم والرضا عن جملتهم بالبيعة بيعة الرضوان، نص القرآن على حسن الثناء على المهاجرين والأنصار، فحقيق على المتدين أن يستصحب لهم ما كانوا عليه في دهر الرسول صلى الله عليه وسلم"(11)
لإمام أبو المظفر الاسفرايني (تـ 481هـ)
أما الإمام أبو المظفر الاسفرايني عند تطرقه إلى بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة وبيان مفاخرهم ومحاسن أحوالهم: "وأن تعلم أن من جملة ما اجتمع عليه المسلمون أن عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من أهل الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم أجمعين. وأجمعوا على أن نساءه وأولاده وأحفاده كلهم كانوا من أهل الجنة، وأنهم كانوا مؤمنين، وأنهم كانوا من أعـلام الدين، لم يكتموا شيئا من القرآن ولا من أحكام الشريعة."(12)
حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ( تـ 505 هـ)
وقد أشارفي كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد": "اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسراف في أطراف، فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة، ومنهم متهجم على الطعن بطلق اللسان بذم الصحابة. فلا تكن من الفريقين، واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد، واعلم أن كتاب الله مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ مختلفة كقوله: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (13) وكقوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم)(14) وما من واحد إلا وورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله، فينبغي أن تستصحب هذا الاعتقاد في حقهم ولا تسيء الظن بهم كما يحكى عن أحوال تخالف مقتضى حسن الظن، فأكثر ما ينقل مخترع بالتعصب في حقهم ولا أصل له وما ثبت نقله فالتأويل متطرق إليه ولم يجز ما لا يتسع العقل لتجويز الخطأ والسهو فيه، وحمل أفعالهم على قصد الخير وإن لم يصيبوه"(15).
أبو عمرو عثمان السلالجي (تـ 574هـ)
الذي كان أحد أئمة فاس والذي قيل فيه أنه أنقد أهل فاس من التجسيم، اكتفى في هذه القضية بتأكيد موقف أبي الحسن الأشعري معلنا أن "أفضل الناس بعد نبيهم أبو بكر ثم عمر، ثم تعارضت الظنون في عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، فهم الخلفاء الراشدون المهديون"(16).
الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خمير السبتي( تـ614 هـ)
قال في فضل الصحابة والخلفاء: "وأما فضل الصحابة رضي الله عنهم فلا يتعدد ما جاء في فضلهم وتقدمهم، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) [التوبة: 100] وهذه الآية تشمل جميع الصحابة إذا كان الذين اتبعوهم بإحسان، الذين جاءوا من بعدهم(17).
فأفضل الصحابة المتقدمون، وأفضل المتقدمين البدريون، وأفضل البدريين أصحاب الشجرة الذين رضي الله عنهم، عند بيعة الرضوان، وأفضل العشرة الأربعة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الخلفاء أبو بكر رضي الله عنه"(18).
الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن سالم سيف الدين الآمدي(تـ631هـ)
يرى في كتابه غاية المرام أن:" الواجب أن يحسن الظن بأصحاب الرسول، وأن يكف عما جرى بينهم، وألا يحمل شيء مما فعلوه أو قالوه إلا على وجه الخير، وحسن القصد، وسلامة الاعتقاد، وأنه مستند إلى الاجتهاد، لما استقر في الأسماع، وتمهد في الطباع، ووردت به الأخبار والآثار، متواترة وآحاد، من غرر الكتاب والسنة، واتفاق الأمة على مدحهم، والثناء عليهم بفضلهم، مما هو في اشتهاره يغني عن إظهاره"(19).
القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي ( تـ 756 هـ)
قال في كتابه "المواقف في علم الكلام" : "أنه يجب تعظيم الصحابة كلهم، والكف عن القدح فيهم، لأن الله عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه، والرسول قد أحبهم وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة.
ثم إن من تأمل سيرتهم، ووقف على مآثرهم، وجدهم في الدين، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله، لم يتخالجه شك في عظم شأنهم وبراءتهم عما ينسب إليهم المبطلون من المطاعن، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم، وأرى ذلك مجانبا للإيمان. ونحن لا نلوث كتابنا بأمثال ذلك، وهي مذكورة في المطولات مع التقصي عنها"(20).
*****************************************************************************
9- "الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري، طبعة دار النفائس، ص 170 .
10- "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، لإمام المتكلمين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، نشر مؤسسة ومدير مكتب نشر الثقافة الاسلامية، ص59.
11- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين الجويني، تحقيق أحمد عبد الرحيم السايح وتوفيق علي وهبة، طبعة مكتبة الثقافة الدينية، ص 331.
12- "التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، تأليف الإمام الكبير ابي المظفر الاسفرايني، تحقيق كمال يوسف الحوت، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983م، ص 178.
13- جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر " بَابُ جَامِعِ الْقَوْلِ فِي الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ ... " فَصْلٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي كسب طالب العلم المال...، رقم الحديث: 1061، حديث مرفوع، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله بن حرام.
14- صحيح البخاري "كِتَاب الْمَنَاقِبِ" بَاب فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ، رقم الحديث: 3402 ، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.
15- الاقتصاد في الاعتقاد، تأليف الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، وضع حواشيه عبد الله محمد الخليلي، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت، ص 131.
16- الدكتور جمال علال البختي، عثمان السلالجي ومذهبيته الأشعرية، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ـ المملكة المغربية، ص 540 .
17- مقدمات المراشد إلى علم العقائد، لابن خمير السبتي، تحقيق، د. جمال علال البختي، ص 384.
18- نفس المصدر ص 385.
19- غاية المرام في علم الكلام، تأليف الإمام سيف الدين الآمدي، تحقيق أحمد فريد المزيدي، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية، بيروت، ص 330.
20- المواقف في علم الكلام، تأليف عضد الدين القاضي عبد الرحمن الإيجي، طبعة عالم الكتب، ص 413.
ذكر في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة": "” الكلام في إمامة أبي بكر الصديق رضي الله عنه… وإذا وجبت إمامة أبي بكر رضي الله عنه، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجب أنه أفضل المسلمين … وإذا ثبتت إمامة الصديق رضي الله عنه ثبتت إمامة الفاروق رضي الله عنه، وكان أفضلهم بعد أبي بكر رضي الله عنهما. وثبتت إمامة عثمان رضي الله عنه بعد عمر رضي الله عنه… وثبتت إمامة علي رضي الله عنه بعد عثمان رضي الله عنه… هؤلاء هم الأئمة الأربعة المجمع على عدلهم وفضلهم رضي الله عنهم أجمعين… فأما ما جرى من علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فإنما كان على تأويل واجتهاد… وكلهم من أهل الاجتهاد. وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة والشهادة، فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم، وكذلك ما جرى بين سيدنا على ومعاوية رضي الله عنهما فدل على تأويل واجتهاد. وكل الصحابة أئمة مأمونين، غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله عليهم جميعهم. وتعبدنا بتوقيرهم وتعظيمهم وموالاتهم. والتبرئ من كل من ينقص أحدا منهم رضي الله عنهم أجمعين.”"(9)
و قال ا “: حكاية جملة قول أصحاب الحديث وأهل السنة: ” … ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، ويأخذون بفضائلهم، ويمسكون عما شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم، ويقدمون أبا بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليا رضوان الله عليهم، ويقرون أنهم الخلفاء الراشدون المهديون أفضل الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم …” ( ) • وقال في رسالته إلى أهل الثغر : ” وأجمعوا – أهل السنة- على أن خير القرون قرن الصحابة، ثم الذين يلونهم على ما قال صلى الله عليه وسلم ” خيركم قرني” وعلى أن خير الصحابة أهل بدر، وخير أهل بدر العشرة، وخير العشرة الأئمة الأربعة: أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم… وأجمعوا على الكف عن ذكر الصحابة عليهم السلام إلا بخير ما يذكرون به، وعلى أنهم أحق أن ينشر محاسنهم، ويلتمس لأفعالهم أفضل المخارج، وأن نظن بهم أحسن الظن، وأحسن المذاهب… “
وقال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني (تـ 403 هـ)
قال في كتابه "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به": "ويجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي ورضى عنهم من المشاجرة نكف عنه، ونترحم على الجميع، ونثني عليهم، ونسأل الله تعالى لهم الرضوان، والأمان، والفوز، والجنان. ونعتقد أن علياً عليه السلام أصاب فيما فعل وله أجران. وأن الصحابة رضي الله عنهم إنما صدر منهم ما كان باجتهاد فلهم الأجر، ولا يفسقون ولا يبدعون. والدليل على قوله تعالى: "رضي اللّه عنهم ورضوا عنه" وقوله تعالى: "لقد رضي اللّه عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً" وقوله: "إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه"(10)
إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني(تـ478هـ)
ذكر في كتابه "الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد"، قد أعد فصلا عن الطعن في الصحابة يقول فيه: "وقد كثرت المطاعن على أئمة الصحابة وعظم افتراء الرافضة وتخرصهم. والذي يجب على المعتقد أن يلتزمه، أن يعلم أن جلة الصحابة كانوا من الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحل المغبوط، والمكان المحوط، وما منهم إلا وهو منه ملحوظ محفوظ. وقد شهدت نصوص الكتاب على عدالتهم والرضا عن جملتهم بالبيعة بيعة الرضوان، نص القرآن على حسن الثناء على المهاجرين والأنصار، فحقيق على المتدين أن يستصحب لهم ما كانوا عليه في دهر الرسول صلى الله عليه وسلم"(11)
لإمام أبو المظفر الاسفرايني (تـ 481هـ)
أما الإمام أبو المظفر الاسفرايني عند تطرقه إلى بيان اعتقاد أهل السنة والجماعة وبيان مفاخرهم ومحاسن أحوالهم: "وأن تعلم أن من جملة ما اجتمع عليه المسلمون أن عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا من أهل الجنة: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجراح، رضي الله عنهم أجمعين. وأجمعوا على أن نساءه وأولاده وأحفاده كلهم كانوا من أهل الجنة، وأنهم كانوا مؤمنين، وأنهم كانوا من أعـلام الدين، لم يكتموا شيئا من القرآن ولا من أحكام الشريعة."(12)
حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ( تـ 505 هـ)
وقد أشارفي كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد": "اعلم أن للناس في الصحابة والخلفاء إسراف في أطراف، فمن مبالغ في الثناء حتى يدعي العصمة للأئمة، ومنهم متهجم على الطعن بطلق اللسان بذم الصحابة. فلا تكن من الفريقين، واسلك طريق الاقتصاد في الاعتقاد، واعلم أن كتاب الله مشتمل على الثناء على المهاجرين والأنصار وتواترت الأخبار بتزكية النبي صلى الله عليه وسلم إياهم بألفاظ مختلفة كقوله: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم) (13) وكقوله: (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم)(14) وما من واحد إلا وورد عليه ثناء خاص في حقه يطول نقله، فينبغي أن تستصحب هذا الاعتقاد في حقهم ولا تسيء الظن بهم كما يحكى عن أحوال تخالف مقتضى حسن الظن، فأكثر ما ينقل مخترع بالتعصب في حقهم ولا أصل له وما ثبت نقله فالتأويل متطرق إليه ولم يجز ما لا يتسع العقل لتجويز الخطأ والسهو فيه، وحمل أفعالهم على قصد الخير وإن لم يصيبوه"(15).
أبو عمرو عثمان السلالجي (تـ 574هـ)
الذي كان أحد أئمة فاس والذي قيل فيه أنه أنقد أهل فاس من التجسيم، اكتفى في هذه القضية بتأكيد موقف أبي الحسن الأشعري معلنا أن "أفضل الناس بعد نبيهم أبو بكر ثم عمر، ثم تعارضت الظنون في عثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين، فهم الخلفاء الراشدون المهديون"(16).
الإمام أبو الحسن علي بن أحمد بن خمير السبتي( تـ614 هـ)
قال في فضل الصحابة والخلفاء: "وأما فضل الصحابة رضي الله عنهم فلا يتعدد ما جاء في فضلهم وتقدمهم، قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ) [التوبة: 100] وهذه الآية تشمل جميع الصحابة إذا كان الذين اتبعوهم بإحسان، الذين جاءوا من بعدهم(17).
فأفضل الصحابة المتقدمون، وأفضل المتقدمين البدريون، وأفضل البدريين أصحاب الشجرة الذين رضي الله عنهم، عند بيعة الرضوان، وأفضل العشرة الأربعة الخلفاء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل الخلفاء أبو بكر رضي الله عنه"(18).
الإمام أبو الحسن علي بن محمد بن سالم سيف الدين الآمدي(تـ631هـ)
يرى في كتابه غاية المرام أن:" الواجب أن يحسن الظن بأصحاب الرسول، وأن يكف عما جرى بينهم، وألا يحمل شيء مما فعلوه أو قالوه إلا على وجه الخير، وحسن القصد، وسلامة الاعتقاد، وأنه مستند إلى الاجتهاد، لما استقر في الأسماع، وتمهد في الطباع، ووردت به الأخبار والآثار، متواترة وآحاد، من غرر الكتاب والسنة، واتفاق الأمة على مدحهم، والثناء عليهم بفضلهم، مما هو في اشتهاره يغني عن إظهاره"(19).
القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي ( تـ 756 هـ)
قال في كتابه "المواقف في علم الكلام" : "أنه يجب تعظيم الصحابة كلهم، والكف عن القدح فيهم، لأن الله عظمهم وأثنى عليهم في غير موضع من كتابه، والرسول قد أحبهم وأثنى عليهم في أحاديث كثيرة.
ثم إن من تأمل سيرتهم، ووقف على مآثرهم، وجدهم في الدين، وبذلهم أموالهم وأنفسهم في نصرة الله ورسوله، لم يتخالجه شك في عظم شأنهم وبراءتهم عما ينسب إليهم المبطلون من المطاعن، ومنعه ذلك عن الطعن فيهم، وأرى ذلك مجانبا للإيمان. ونحن لا نلوث كتابنا بأمثال ذلك، وهي مذكورة في المطولات مع التقصي عنها"(20).
*****************************************************************************
9- "الإبانة عن أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري، طبعة دار النفائس، ص 170 .
10- "الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به، لإمام المتكلمين القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، تحقيق الشيخ محمد زاهد الكوثري، نشر مؤسسة ومدير مكتب نشر الثقافة الاسلامية، ص59.
11- الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد، لإمام الحرمين الجويني، تحقيق أحمد عبد الرحيم السايح وتوفيق علي وهبة، طبعة مكتبة الثقافة الدينية، ص 331.
12- "التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين، تأليف الإمام الكبير ابي المظفر الاسفرايني، تحقيق كمال يوسف الحوت، عالم الكتب، الطبعة الأولى 1403 هـ - 1983م، ص 178.
13- جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر " بَابُ جَامِعِ الْقَوْلِ فِي الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ ... " فَصْلٌ مِنْ هَذَا الْبَابِ فِي كسب طالب العلم المال...، رقم الحديث: 1061، حديث مرفوع، عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله بن حرام.
14- صحيح البخاري "كِتَاب الْمَنَاقِبِ" بَاب فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم ، رقم الحديث: 3402 ، عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود.
15- الاقتصاد في الاعتقاد، تأليف الإمام أبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي، وضع حواشيه عبد الله محمد الخليلي، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية بيروت، ص 131.
16- الدكتور جمال علال البختي، عثمان السلالجي ومذهبيته الأشعرية، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية ـ المملكة المغربية، ص 540 .
17- مقدمات المراشد إلى علم العقائد، لابن خمير السبتي، تحقيق، د. جمال علال البختي، ص 384.
18- نفس المصدر ص 385.
19- غاية المرام في علم الكلام، تأليف الإمام سيف الدين الآمدي، تحقيق أحمد فريد المزيدي، منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية، بيروت، ص 330.
20- المواقف في علم الكلام، تأليف عضد الدين القاضي عبد الرحمن الإيجي، طبعة عالم الكتب، ص 413.
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الجمعة أبريل 08, 2016 9:31 pm عدل 1 مرات
رد: عقيدة اهل السنة في الصحابة
الامام مالك رحمه الله
قد روى أبو عروة من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك قوله تعالى”: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ” حتى بلغ ” يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ” [الفتح : 29]”: فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية. قال الإمام القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين.”
الإمام أبو عمرو عثمان تقي الدين بن الصلاح ( تـ 643 هـ):
” …قال للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسئل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة، قال الله تبارك وتعالى” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ …[سورة آل عمران: 110] قيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى:”وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ …” [سورة البقرة: 143] وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ… وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها: حديث أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم ولا نَصيفه”. ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لامس الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا لما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح لهم الإجماع على ذلك، لكونهم نقلة الشريعة… “
قد روى أبو عروة من ولد الزبير: كنا عند مالك بن أنس فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ مالك قوله تعالى”: مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ” حتى بلغ ” يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ” [الفتح : 29]”: فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية. قال الإمام القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين.”
الإمام أبو عمرو عثمان تقي الدين بن الصلاح ( تـ 643 هـ):
” …قال للصحابة بأسرهم خصيصة وهي أنه لا يسئل عن عدالة أحد منهم، بل ذلك أمر مفروغ منه، لكونهم على الإطلاق معدلين بنصوص الكتاب والسنة وإجماع من يعتد به في الإجماع من الأمة، قال الله تبارك وتعالى” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ …[سورة آل عمران: 110] قيل: اتفق المفسرون على أنه وارد في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال تعالى:”وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ …” [سورة البقرة: 143] وهذا خطاب مع الموجودين حينئذ… وفي نصوص السنة الشاهدة بذلك كثرة، منها: حديث أبي سعيد المتفق على صحته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:” لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم ولا نَصيفه”. ثم إن الأمة مجمعة على تعديل جميع الصحابة ومن لامس الفتن منهم، فكذلك بإجماع العلماء الذين يعتد بهم في الإجماع، إحسانا للظن بهم، ونظرا لما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله سبحانه وتعالى أتاح لهم الإجماع على ذلك، لكونهم نقلة الشريعة… “
رد: عقيدة اهل السنة في الصحابة
الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن موسى اللخمي الغرناطي المعروف بالشاطبي (ت 790 هـ):
”يقول المسألة التاسعة: سنة الصحابة رضي الله عنهم يعمل بها ويرجع إليها. والدليل على ذلك أمور: أحدها: ثناء الله عليهم من غير مَثنَوية ومَدحهم بالعدالة وما يرجع إليها، كقوله تعالى” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ آل عمران الآية: 110] وقوله:” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ” [ سورة البقرة: 143 الآية] ففي الأولى إثبات الأفضلية على سائر الأمم، وذلك يقتضي باستقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة، وفي الثانية إثبات العدالة مطلقا، وذلك يدل على ما دلت عليه الأولى…
الثاني: ما جاء في الحديث من الأمر باتباعهم، وأن سنتهم في طلب الاتباع كسنة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله” … عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ “…
الثالث: أن جمهور العلماء قدموا الصحابة عند ترجيح الأقوال، فقد جعل طائفة قول أبي بكر وعمر حجة ودليلا، وبعضهم عد قول الخلفاء الأربعة دليلا، وبعضهم يعد قول الصحابة على الإطلاق حجة ودليلا، ولكل قول من هذه الأقوال متعلق من السنة.
الرابع: ما جاء في الأحاديث من إيجاب محبتهم، وذم من أبغضهم، وأن من أحبهم فقد أحب النبي ومن أبغضهم فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم ، وما ذاك من جهة كونه رأوه أو جاوروه أو حاوروه فقط إذ لا مزية في ذلك، وإنما هو لشدة متابعتهم له، وأخذهم أنفسهم بالعمل على سنته، وحمايته ونصرته، ومن كان بهذه المثابة حقيق أن يُتخَذ قدوة وتجعل سيرته قبلة، ولما بالغ مالك في هذا المعنى بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى بهديهم، واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في ذلك، فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره، ويقتفون بأفعاله، ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم، وجعلهم قدوة أو من اتبعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه…” ( )
”يقول المسألة التاسعة: سنة الصحابة رضي الله عنهم يعمل بها ويرجع إليها. والدليل على ذلك أمور: أحدها: ثناء الله عليهم من غير مَثنَوية ومَدحهم بالعدالة وما يرجع إليها، كقوله تعالى” كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [ آل عمران الآية: 110] وقوله:” وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ” [ سورة البقرة: 143 الآية] ففي الأولى إثبات الأفضلية على سائر الأمم، وذلك يقتضي باستقامتهم في كل حال، وجريان أحوالهم على الموافقة دون المخالفة، وفي الثانية إثبات العدالة مطلقا، وذلك يدل على ما دلت عليه الأولى…
الثاني: ما جاء في الحديث من الأمر باتباعهم، وأن سنتهم في طلب الاتباع كسنة النبي صلى الله عليه وسلم كقوله” … عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ “…
الثالث: أن جمهور العلماء قدموا الصحابة عند ترجيح الأقوال، فقد جعل طائفة قول أبي بكر وعمر حجة ودليلا، وبعضهم عد قول الخلفاء الأربعة دليلا، وبعضهم يعد قول الصحابة على الإطلاق حجة ودليلا، ولكل قول من هذه الأقوال متعلق من السنة.
الرابع: ما جاء في الأحاديث من إيجاب محبتهم، وذم من أبغضهم، وأن من أحبهم فقد أحب النبي ومن أبغضهم فقد أبغض النبي صلى الله عليه وسلم ، وما ذاك من جهة كونه رأوه أو جاوروه أو حاوروه فقط إذ لا مزية في ذلك، وإنما هو لشدة متابعتهم له، وأخذهم أنفسهم بالعمل على سنته، وحمايته ونصرته، ومن كان بهذه المثابة حقيق أن يُتخَذ قدوة وتجعل سيرته قبلة، ولما بالغ مالك في هذا المعنى بالنسبة إلى الصحابة أو من اهتدى بهديهم، واستن بسنتهم جعله الله تعالى قدوة لغيره في ذلك، فقد كان المعاصرون لمالك يتبعون آثاره، ويقتفون بأفعاله، ببركة اتباعه لمن أثنى الله ورسوله عليهم، وجعلهم قدوة أو من اتبعهم رضي الله عنهم ورضوا عنه…” ( )
مواضيع مماثلة
» الوهابية يكفرون الصحابة وكل اهل السنة
» عقيدة إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
» فضل الصحابة
» السنة والبدعة
» عقيدة العوام
» عقيدة إمام السنة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه
» فضل الصحابة
» السنة والبدعة
» عقيدة العوام
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى