مِنْ بِدَعِ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى !
مِنْ بِدَعِ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى !
مِنْ بِدَعِ ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى !
لم أقصد حقيقة هذا العنوان، وكيف لي أن أصف إمامين عظيمين - بالزور والبهتان - بأنهما مبتدعان؛ لمجرد أنهما قرآ بعض آيات القرآن المعينة، في حالة معينة، بنية معينة، مع أنه لم يرد دليل خاص في القرآن والسنة على ما فعلاه، وإنما قصدت أن أرسل رسالة إلى أتباع الإمامين من المعاصرين؛ أنه ليس كل قول أو فعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ يكون بدعة إذا قلناه أو فعلناه، فهناك ما يدور في فلك الشريعة، وليس بخارج عنها، مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله أو فعله، فإذا قلناه أو فعلناه لم يلزم من ذلك خروجنا من الشريعة إلى البدعة، وهذا مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدٌّ"؛ فإن مفهومه: "من عمل عملا عليه أمرنا؛ فهو مقبول"، وهو ما كان دائرا في فلك الشريعة وإن لم يرد له دليل خاص!
ومن هذا الباب ما يسمى بالمجربات، فقد يفتح الله لبعض العلماء سرا من أسرار القرآن، فيستعمله في بعض أحواله، ويرشد غيره إلى استعماله، وأسرار القرآن لا تحصى!
وقد يفتح الله له ببعض الدعوات أو الأذكار أو الصلوات الخاصة على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يقصد كونها أمرا يضاهي به الدين!
والفرق بين الدين وبين مجربات الصالحين؛ أنهم لا يزعمون كونها دينا حتى نجعل مضاهاتها للدين بدعة، كما أنهم لا يتركون الدين لها، بل يفعلون ما هو دين، ثم يزيدون عليه من جنسه، لا على أنه دين، فالأساس الذي بني عليه الحكم بالبدعة؛ باطل!
ودونك نصا ذكره العلامة ابن القيم في كتابه القيم (مدارج السالكين، شرح منازل السائرين، بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) وهو كتاب تصوف من الدرجة الأولى، لا يشك في ذلك منصف؛ ولهذا يجد بعض أتباع هذه المدرسة حرجا في نفوسهم منه، فلا يكترثون به، ولا يستروحون إليه، ولا يكثرون من ذكره، شأنه في ذلك شأن كتاب (الروح)، لاشتماله على مفاهيم صوفية حسب زعمهم، بل شكك بعضهم في نسبة الكتاب إليه، وهي ثابتة لا شك في ذلك!
قال رحمه الله:
((ومن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين)؛ منزلة السكينة!
هذه المنزلة من منازل المواهب، لا من منازل المكاسب، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه، في ستة مواضع.
الأول: قوله تعالى: "وقال لهم نبيهم: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم".
الثاني: قوله تعالى: "ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين".
الثالث: قوله تعالى: "إذ يقول لصاحبه: لا تحزن؛ إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه، وأيده بجنود لم تروها".
الرابع: قوله تعالى: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين؛ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عليما حكيما".
الخامس: قوله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا".
السادس: قوله تعالى: "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين" . الآية.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور؛ قرأ آيات السكينة!
وسمعته يقول - في واقعة عظيمة جَرَتْ له في مرضه، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: "فلما اشتد عليَّ الأمر؛ قلت لأقاربي ومن حولي: "اقرءوا آيات السكينة"، قال: "ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبة!" .
وقد جربت أنا أيضا - والكلام لابن القيم - قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته!". انتهى.
قلت: وأنا أيضا أقرأ آيات السكينة في حال الاضطراب والقلق، ويلزم على مذهب التبديع لكل ما لم يرد له دليل خاص في القرآن والسنة؛ تبديع الشيخين العظيمين بهذا العمل، وحاشاهما من ذلك!
وفي كلام ابن القيم أيضا الإشارة إلى وقوع كرامة عجيبة لشيخه ابن تيمية، تعجز العقول عن حملها، وهو تصدي روحه لمحاربة أرواح شيطانية عرضت له في حال مرضه!
وهذا مما ينكره القوم دوما، ويشغبون به على أهل الطريق؛ لكونه خارجا عن طور العقل، خارقا للعادة!
فإذا كان ذلك كذلك فلنترك الكلام في السنة والبدعة للمحققين من أهل العلم، ولنكفَّ ألسنتنا عن أهل القبلة، وبالله وحده التوفيق، ومنه التأييد والعصمة !
بقلم: خادم الجناب النبوي الشريف
محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
لم أقصد حقيقة هذا العنوان، وكيف لي أن أصف إمامين عظيمين - بالزور والبهتان - بأنهما مبتدعان؛ لمجرد أنهما قرآ بعض آيات القرآن المعينة، في حالة معينة، بنية معينة، مع أنه لم يرد دليل خاص في القرآن والسنة على ما فعلاه، وإنما قصدت أن أرسل رسالة إلى أتباع الإمامين من المعاصرين؛ أنه ليس كل قول أو فعل لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ يكون بدعة إذا قلناه أو فعلناه، فهناك ما يدور في فلك الشريعة، وليس بخارج عنها، مما لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله أو فعله، فإذا قلناه أو فعلناه لم يلزم من ذلك خروجنا من الشريعة إلى البدعة، وهذا مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا؛ فهو رَدٌّ"؛ فإن مفهومه: "من عمل عملا عليه أمرنا؛ فهو مقبول"، وهو ما كان دائرا في فلك الشريعة وإن لم يرد له دليل خاص!
ومن هذا الباب ما يسمى بالمجربات، فقد يفتح الله لبعض العلماء سرا من أسرار القرآن، فيستعمله في بعض أحواله، ويرشد غيره إلى استعماله، وأسرار القرآن لا تحصى!
وقد يفتح الله له ببعض الدعوات أو الأذكار أو الصلوات الخاصة على النبي صلى الله عليه وسلم، لا يقصد كونها أمرا يضاهي به الدين!
والفرق بين الدين وبين مجربات الصالحين؛ أنهم لا يزعمون كونها دينا حتى نجعل مضاهاتها للدين بدعة، كما أنهم لا يتركون الدين لها، بل يفعلون ما هو دين، ثم يزيدون عليه من جنسه، لا على أنه دين، فالأساس الذي بني عليه الحكم بالبدعة؛ باطل!
ودونك نصا ذكره العلامة ابن القيم في كتابه القيم (مدارج السالكين، شرح منازل السائرين، بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) وهو كتاب تصوف من الدرجة الأولى، لا يشك في ذلك منصف؛ ولهذا يجد بعض أتباع هذه المدرسة حرجا في نفوسهم منه، فلا يكترثون به، ولا يستروحون إليه، ولا يكثرون من ذكره، شأنه في ذلك شأن كتاب (الروح)، لاشتماله على مفاهيم صوفية حسب زعمهم، بل شكك بعضهم في نسبة الكتاب إليه، وهي ثابتة لا شك في ذلك!
قال رحمه الله:
((ومن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين)؛ منزلة السكينة!
هذه المنزلة من منازل المواهب، لا من منازل المكاسب، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه، في ستة مواضع.
الأول: قوله تعالى: "وقال لهم نبيهم: إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم".
الثاني: قوله تعالى: "ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين".
الثالث: قوله تعالى: "إذ يقول لصاحبه: لا تحزن؛ إن الله معنا، فأنزل الله سكينته عليه، وأيده بجنود لم تروها".
الرابع: قوله تعالى: "هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين؛ ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم، ولله جنود السماوات والأرض، وكان الله عليما حكيما".
الخامس: قوله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فأنزل السكينة عليهم، وأثابهم فتحا قريبا".
السادس: قوله تعالى: "إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية، فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين" . الآية.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور؛ قرأ آيات السكينة!
وسمعته يقول - في واقعة عظيمة جَرَتْ له في مرضه، تعجز العقول عن حملها، من محاربة أرواح شيطانية، ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة - قال: "فلما اشتد عليَّ الأمر؛ قلت لأقاربي ومن حولي: "اقرءوا آيات السكينة"، قال: "ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قَلَبة!" .
وقد جربت أنا أيضا - والكلام لابن القيم - قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب بما يرد عليه، فرأيت لها تأثيرا عظيما في سكونه وطمأنينته!". انتهى.
قلت: وأنا أيضا أقرأ آيات السكينة في حال الاضطراب والقلق، ويلزم على مذهب التبديع لكل ما لم يرد له دليل خاص في القرآن والسنة؛ تبديع الشيخين العظيمين بهذا العمل، وحاشاهما من ذلك!
وفي كلام ابن القيم أيضا الإشارة إلى وقوع كرامة عجيبة لشيخه ابن تيمية، تعجز العقول عن حملها، وهو تصدي روحه لمحاربة أرواح شيطانية عرضت له في حال مرضه!
وهذا مما ينكره القوم دوما، ويشغبون به على أهل الطريق؛ لكونه خارجا عن طور العقل، خارقا للعادة!
فإذا كان ذلك كذلك فلنترك الكلام في السنة والبدعة للمحققين من أهل العلم، ولنكفَّ ألسنتنا عن أهل القبلة، وبالله وحده التوفيق، ومنه التأييد والعصمة !
بقلم: خادم الجناب النبوي الشريف
محمد إبراهيم العشماوي
أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف
مواضيع مماثلة
» قول الشيخ محمد بن عبدالوهاب و الشيخ ابن تيمية رحمهما الله في التوسل والاستغاثة
» أمثلة للمدبرين مع الله تعالى
» نقل الإجماع على كفر المجسم والقائل بالجهة في حق الله تعالى
» نسب الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى رضي الله تعالى عنه
» الرد على ابن تيمية في قوله ان الله يتكلم بحرف و صوت
» أمثلة للمدبرين مع الله تعالى
» نقل الإجماع على كفر المجسم والقائل بالجهة في حق الله تعالى
» نسب الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى رضي الله تعالى عنه
» الرد على ابن تيمية في قوله ان الله يتكلم بحرف و صوت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى