اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان
اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان
اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان!
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف النبيين , وبعد :
هناك خرافة عند الوهابية تقول بأن الأشاعرة اليوم ليسوا على مذهب الأشعري , وأن أصحاب الأشعري الذين نقلوا مذهبه لم ينقلوا إثباته للصفات الخبرية , ثم وجدوا بعض أئمة الأشاعرة ينقلون عن الأشعري إثباته الصفات الخبرية , ففرحوا بذلك وتوهموا أنّ مذهب الإمام الأشعري هو عينُ مذهبهم
فأقول رداً لهذه الفرية المكشوفة :
أولاً : إن الذين نقلوا مذهب الإمام الأشعري, والذي عليه الأشاعرة الآن , نقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية , مع نقلهم عنه نفي التركيب والتأليف والجوارح التي يقول بها الوهابية , فقد جاء في مجرّد مقالات الأشعري (ص40 ط السايح) :
(( فأما ما يثبت من طريق الخبر , فلا يُنكر –أي الإمام الأشعري- أن يرد الخبر بإثبات صفات له تُعتقد خبراً , وتطلق ألفاظها سمعاً , وتحقق معانيها على حسب ما يليق بالموصوف بها , كاليدين والوجه والجنب والعين .
لأنها فينا : جوارح , وأدوات , وفي وصفه نعوت وصفات , لما استحال عليه التركيب , والتأليف , وأن يوصف بالجوارح والأدوات ) .
فهذا نصُ ينسف دعوى الوهابية , بأن الذين نقلوا مذهب الأشعري وانتشر بهم المذهب , لم ينقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية .
ثانيًا : الصفة عند الإمام الأشعري معنى يقوم بالموصوف , وليس عيناً كما يقول التيمية , ومن تأمل مجرّد المقالات علم ذلك , بل تجده أحياناً يبني كثيراً من المسائل على كون الصفة معنى يقوم بالموصف , ومن الأمثلة على ذلك إنكاره "وصف الصفة بصفة تقوم بها" , وعلله بقوله :
( لأن ذلك يؤدّي إلى قيام معنى بها , فلا يتحمّل المعنى معنى) .
(مجرد المقالات , ص39)
وهذا دليل على أنّ الصفة عند الأشعري هي معنى يقوم بالذات , وليست عيناً .
ثالثًا : نقل أئمة الأشاعرة عن الإمام الأشعري إثباته الصفات الخبرية ونفيه حقيقتها , خلافاً للوهابية القائلين بإثباتها على حقائقها , فقد قال الإمام السنوسي في شرح الوسطى :
( اختلف في أشياء وردت في الشرع مضافة لله تعالى، وهي الاستواء واليد والعين والوجه، بعد القطع بتنزهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة عقلا إجماعا، فقال الشيخ أبو الحسن الأشعري: إنها أسماء لصفات تقوم بذاته تعالى، زائدة على الصفات الثمانية السابقة، والسبيل إلى إثباتها عنده السمعُ لا العقل، ولهذا تسمى على مذهبه: صفات سمعية، والله تعالى أعلم بحقيقتها )
ثم قال:
( وأما الشيخ الأشعري فاعتمد في إثبات هذه الصفات ـ أي السمعية ـ على ظواهر من القرآن؛ أمّا الاستواء فاحتج على ثبوته بقوله تعالى: ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5] فقال: الاستواء بمعنى الاستقرار والتمكن والجلوس مستحيلٌ عقلًا وإجماعاً، وتأويله بالاستيلاء على العرش بالقدرة يوجب أن لا يكون لتخصيص العرش بذلك فائدة ؛ إذ سائر الممكنات تماثل العرش في ذلك، فوجب أن يحمل الاستواء على صفة تليق به جل وعز، والله تعالى أعلم بحقيقتها ) .
وقال الإمام النفراوي في الفواكه الدواني :
( ولفظ الاستواء من جملة المتشابه كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهره مستحيل على الباري سبحانه ، ولا يعلم معناه على القطع إلا الله سبحانه وتعالى ، وأما العلماء فقد اتفق السلف والخلف على وجوب اعتقاد حقيقة وروده على وجوب تنزيه الباري عن ظاهره المستحيل واختلفوا بعد ذلك على ثلاث طرق :
- طريق أبي الحسن الأشعري إمام هذا الفن أنها أسماء لصفات قائمة بذاته تعالى زائدة على صفات المعاني الثمانية أو السبعة التي هي العلم والقدرة والإدراك على القول به ونحو ذلك من بقيتها ، والدليل عنده على ثبوتها السمع لورودها إما في القرآن أو السنة لذلك تسمى على مذهبه صفات سمعية .
- وطريق السلف كابن شهاب ومالك الإمام ومن وافقهما من السلف الصالح تمنع تأويلها عن التفصيل والتعيين , وقال أهلها انقطع بأن المستحيل غير مراد ، ونعتقد أن له تعالى استواء ويدا وغير ذلك مما ورد به الشرع لا يعلم معناه على التفصيل إلا الله .
- وطريق الخلف تؤول المتشابه على وجه التفصيل قصدا للإيضاح ولذلك تسمى المؤولة ، فأولوا الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة والعين بالبصر والأصابع بإرادات القلب) .
وقال الإمام الآمدي في أبكار الأفكار :
(ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى فى أحد قوليه , والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة.
ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة .)
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
رابعًا: يرى هؤلاء الوهابية , أن اليد اليمنى غير اليد الأخرى غير العين غير الرِّجل غير الوجه , فالإشارة إلى اليد اليمنى غير الإشارة إلى اليد الأخرى غير الإشارة إلى العين غير الإشارة إلى الرجل غير الإشارة إلى الوجه , وتكون الرؤية يوم القيامة كذلك , وقد صرّح الإمام الأشعري بنفي ذلك كلّه , فقد جاء في (مجرد المقالات ص91) :
( وكذلك كان يقول في جواب من يسأله : "إذا قلتم : أنه يُرى , فهل يُرى كلّه أم بعضه؟" :
إن جميع ذلك محال , لأن ما لا كلّ له , ولا بعض له , يُرى على ما هو به كما يُعلم , وكما يُرى ما له كلّ على ما هو به , فلا ينقلب بالرؤية , كذلك ما لا كلّ له يُرى ولا كلّ له ) .
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية , ثم خالف هذا وذكر بأنها عينية لا معنوية , ودليله هو قياس الغائب على الشاهد , فقال في (بيان تلبيسه 1/126 ط العثمانية) :
( الوجه الحادي والأربعون : وهو قوله: "معلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه مما لا يقبله الوهم والخيال"
أ- إما أن يريد به المعنى الذي يذكره المتكلمة الصفاتية الذين يقولون هذه صفات معنوية , كما هو قول الأشعري والقلانسي , وطوائف من الكرامية وغيرهم , وهو قول طوائف من الحنبلية وغيرهم .
ب- وإما أن يريد بمعنى أنها أعيان قائمة بأنفسها.
فإن أراد به المعنى الأول : فليس هو الذي حكاه عن الحنبلية فإنه قال: "وأما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض فهم أيضا معترفون بأن ذاته مخالفة لسائر الذوات" إلى أن قال: "وأيضا فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال"
فإذا كان هذا قوله , فمعلوم أن هذا القول الذي حكاه هو قول من يثبت هذه بالمعنى الذي سماه هو (أجزاءً وأبعاضاً) , فتكون هذه صفاتٍ قائمة بنفسها كما هي قائمة بنفسها في الشاهد، كما أن العلم والقدرة قائم بغيره في الغائب والشاهد لكن لا تقبل التفريق والانفصال كما أن علمه وقدرته لا تقبل الزوال عن ذاته وإن كان المخلوق يمكن مفارقة ما هو قائم به وما هو منه يمكن مفارقة بعض ذلك بعضاً , فجواز ذلك على المخلوق لا يقتضي جوازه على الخالق , وقد عُلم أن الخالقَ ليس مماثلاً للمخلوق وأن هذه الصفاتِ وإن كانت أعياناً فليست لحماً ولا عصباً ولا دماً ولا نحو ذلك ولا هي من جنس شيء من المخلوقات..) .
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف النبيين , وبعد :
هناك خرافة عند الوهابية تقول بأن الأشاعرة اليوم ليسوا على مذهب الأشعري , وأن أصحاب الأشعري الذين نقلوا مذهبه لم ينقلوا إثباته للصفات الخبرية , ثم وجدوا بعض أئمة الأشاعرة ينقلون عن الأشعري إثباته الصفات الخبرية , ففرحوا بذلك وتوهموا أنّ مذهب الإمام الأشعري هو عينُ مذهبهم
فأقول رداً لهذه الفرية المكشوفة :
أولاً : إن الذين نقلوا مذهب الإمام الأشعري, والذي عليه الأشاعرة الآن , نقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية , مع نقلهم عنه نفي التركيب والتأليف والجوارح التي يقول بها الوهابية , فقد جاء في مجرّد مقالات الأشعري (ص40 ط السايح) :
(( فأما ما يثبت من طريق الخبر , فلا يُنكر –أي الإمام الأشعري- أن يرد الخبر بإثبات صفات له تُعتقد خبراً , وتطلق ألفاظها سمعاً , وتحقق معانيها على حسب ما يليق بالموصوف بها , كاليدين والوجه والجنب والعين .
لأنها فينا : جوارح , وأدوات , وفي وصفه نعوت وصفات , لما استحال عليه التركيب , والتأليف , وأن يوصف بالجوارح والأدوات ) .
فهذا نصُ ينسف دعوى الوهابية , بأن الذين نقلوا مذهب الأشعري وانتشر بهم المذهب , لم ينقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية .
ثانيًا : الصفة عند الإمام الأشعري معنى يقوم بالموصوف , وليس عيناً كما يقول التيمية , ومن تأمل مجرّد المقالات علم ذلك , بل تجده أحياناً يبني كثيراً من المسائل على كون الصفة معنى يقوم بالموصف , ومن الأمثلة على ذلك إنكاره "وصف الصفة بصفة تقوم بها" , وعلله بقوله :
( لأن ذلك يؤدّي إلى قيام معنى بها , فلا يتحمّل المعنى معنى) .
(مجرد المقالات , ص39)
وهذا دليل على أنّ الصفة عند الأشعري هي معنى يقوم بالذات , وليست عيناً .
ثالثًا : نقل أئمة الأشاعرة عن الإمام الأشعري إثباته الصفات الخبرية ونفيه حقيقتها , خلافاً للوهابية القائلين بإثباتها على حقائقها , فقد قال الإمام السنوسي في شرح الوسطى :
( اختلف في أشياء وردت في الشرع مضافة لله تعالى، وهي الاستواء واليد والعين والوجه، بعد القطع بتنزهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة عقلا إجماعا، فقال الشيخ أبو الحسن الأشعري: إنها أسماء لصفات تقوم بذاته تعالى، زائدة على الصفات الثمانية السابقة، والسبيل إلى إثباتها عنده السمعُ لا العقل، ولهذا تسمى على مذهبه: صفات سمعية، والله تعالى أعلم بحقيقتها )
ثم قال:
( وأما الشيخ الأشعري فاعتمد في إثبات هذه الصفات ـ أي السمعية ـ على ظواهر من القرآن؛ أمّا الاستواء فاحتج على ثبوته بقوله تعالى: ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5] فقال: الاستواء بمعنى الاستقرار والتمكن والجلوس مستحيلٌ عقلًا وإجماعاً، وتأويله بالاستيلاء على العرش بالقدرة يوجب أن لا يكون لتخصيص العرش بذلك فائدة ؛ إذ سائر الممكنات تماثل العرش في ذلك، فوجب أن يحمل الاستواء على صفة تليق به جل وعز، والله تعالى أعلم بحقيقتها ) .
وقال الإمام النفراوي في الفواكه الدواني :
( ولفظ الاستواء من جملة المتشابه كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهره مستحيل على الباري سبحانه ، ولا يعلم معناه على القطع إلا الله سبحانه وتعالى ، وأما العلماء فقد اتفق السلف والخلف على وجوب اعتقاد حقيقة وروده على وجوب تنزيه الباري عن ظاهره المستحيل واختلفوا بعد ذلك على ثلاث طرق :
- طريق أبي الحسن الأشعري إمام هذا الفن أنها أسماء لصفات قائمة بذاته تعالى زائدة على صفات المعاني الثمانية أو السبعة التي هي العلم والقدرة والإدراك على القول به ونحو ذلك من بقيتها ، والدليل عنده على ثبوتها السمع لورودها إما في القرآن أو السنة لذلك تسمى على مذهبه صفات سمعية .
- وطريق السلف كابن شهاب ومالك الإمام ومن وافقهما من السلف الصالح تمنع تأويلها عن التفصيل والتعيين , وقال أهلها انقطع بأن المستحيل غير مراد ، ونعتقد أن له تعالى استواء ويدا وغير ذلك مما ورد به الشرع لا يعلم معناه على التفصيل إلا الله .
- وطريق الخلف تؤول المتشابه على وجه التفصيل قصدا للإيضاح ولذلك تسمى المؤولة ، فأولوا الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة والعين بالبصر والأصابع بإرادات القلب) .
وقال الإمام الآمدي في أبكار الأفكار :
(ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى فى أحد قوليه , والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة.
ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة .)
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
رابعًا: يرى هؤلاء الوهابية , أن اليد اليمنى غير اليد الأخرى غير العين غير الرِّجل غير الوجه , فالإشارة إلى اليد اليمنى غير الإشارة إلى اليد الأخرى غير الإشارة إلى العين غير الإشارة إلى الرجل غير الإشارة إلى الوجه , وتكون الرؤية يوم القيامة كذلك , وقد صرّح الإمام الأشعري بنفي ذلك كلّه , فقد جاء في (مجرد المقالات ص91) :
( وكذلك كان يقول في جواب من يسأله : "إذا قلتم : أنه يُرى , فهل يُرى كلّه أم بعضه؟" :
إن جميع ذلك محال , لأن ما لا كلّ له , ولا بعض له , يُرى على ما هو به كما يُعلم , وكما يُرى ما له كلّ على ما هو به , فلا ينقلب بالرؤية , كذلك ما لا كلّ له يُرى ولا كلّ له ) .
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية , ثم خالف هذا وذكر بأنها عينية لا معنوية , ودليله هو قياس الغائب على الشاهد , فقال في (بيان تلبيسه 1/126 ط العثمانية) :
( الوجه الحادي والأربعون : وهو قوله: "معلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه مما لا يقبله الوهم والخيال"
أ- إما أن يريد به المعنى الذي يذكره المتكلمة الصفاتية الذين يقولون هذه صفات معنوية , كما هو قول الأشعري والقلانسي , وطوائف من الكرامية وغيرهم , وهو قول طوائف من الحنبلية وغيرهم .
ب- وإما أن يريد بمعنى أنها أعيان قائمة بأنفسها.
فإن أراد به المعنى الأول : فليس هو الذي حكاه عن الحنبلية فإنه قال: "وأما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض فهم أيضا معترفون بأن ذاته مخالفة لسائر الذوات" إلى أن قال: "وأيضا فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال"
فإذا كان هذا قوله , فمعلوم أن هذا القول الذي حكاه هو قول من يثبت هذه بالمعنى الذي سماه هو (أجزاءً وأبعاضاً) , فتكون هذه صفاتٍ قائمة بنفسها كما هي قائمة بنفسها في الشاهد، كما أن العلم والقدرة قائم بغيره في الغائب والشاهد لكن لا تقبل التفريق والانفصال كما أن علمه وقدرته لا تقبل الزوال عن ذاته وإن كان المخلوق يمكن مفارقة ما هو قائم به وما هو منه يمكن مفارقة بعض ذلك بعضاً , فجواز ذلك على المخلوق لا يقتضي جوازه على الخالق , وقد عُلم أن الخالقَ ليس مماثلاً للمخلوق وأن هذه الصفاتِ وإن كانت أعياناً فليست لحماً ولا عصباً ولا دماً ولا نحو ذلك ولا هي من جنس شيء من المخلوقات..) .
عدل سابقا من قبل خيرالدين في الأحد أكتوبر 30, 2022 9:21 am عدل 3 مرات
رد: اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان
اعتراف ابن تيمية بأن الأشعري يثبت الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان!
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف النبيين , وبعد :
هناك خرافة عند الوهابية تقول بأن الأشاعرة اليوم ليسوا على مذهب الأشعري , وأن أصحاب الأشعري الذين نقلوا مذهبه لم ينقلوا إثباته للصفات الخبرية , ثم وجدوا بعض أئمة الأشاعرة ينقلون عن الأشعري إثباته الصفات الخبرية , ففرحوا بذلك وتوهموا أنّ مذهب الإمام الأشعري هو عينُ مذهبهم
فأقول رداً لهذه الفرية المكشوفة :
أولاً : إن الذين نقلوا مذهب الإمام الأشعري, والذي عليه الأشاعرة الآن , نقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية , مع نقلهم عنه نفي التركيب والتأليف والجوارح التي يقول بها الوهابية , فقد جاء في مجرّد مقالات الأشعري (ص40 ط السايح) :
(( فأما ما يثبت من طريق الخبر , فلا يُنكر –أي الإمام الأشعري- أن يرد الخبر بإثبات صفات له تُعتقد خبراً , وتطلق ألفاظها سمعاً , وتحقق معانيها على حسب ما يليق بالموصوف بها , كاليدين والوجه والجنب والعين .
لأنها فينا : جوارح , وأدوات , وفي وصفه نعوت وصفات , لما استحال عليه التركيب , والتأليف , وأن يوصف بالجوارح والأدوات ) .
فهذا نصُ ينسف دعوى الوهابية , بأن الذين نقلوا مذهب الأشعري وانتشر بهم المذهب , لم ينقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية .
ثانيًا : الصفة عند الإمام الأشعري معنى يقوم بالموصوف , وليس عيناً كما يقول التيمية , ومن تأمل مجرّد المقالات علم ذلك , بل تجده أحياناً يبني كثيراً من المسائل على كون الصفة معنى يقوم بالموصف , ومن الأمثلة على ذلك إنكاره "وصف الصفة بصفة تقوم بها" , وعلله بقوله :
( لأن ذلك يؤدّي إلى قيام معنى بها , فلا يتحمّل المعنى معنى) .
(مجرد المقالات , ص39)
وهذا دليل على أنّ الصفة عند الأشعري هي معنى يقوم بالذات , وليست عيناً .
ثالثًا : نقل أئمة الأشاعرة عن الإمام الأشعري إثباته الصفات الخبرية ونفيه حقيقتها , خلافاً للوهابية القائلين بإثباتها على حقائقها , فقد قال الإمام السنوسي في شرح الوسطى :
( اختلف في أشياء وردت في الشرع مضافة لله تعالى، وهي الاستواء واليد والعين والوجه، بعد القطع بتنزهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة عقلا إجماعا، فقال الشيخ أبو الحسن الأشعري: إنها أسماء لصفات تقوم بذاته تعالى، زائدة على الصفات الثمانية السابقة، والسبيل إلى إثباتها عنده السمعُ لا العقل، ولهذا تسمى على مذهبه: صفات سمعية، والله تعالى أعلم بحقيقتها )
ثم قال:
( وأما الشيخ الأشعري فاعتمد في إثبات هذه الصفات ـ أي السمعية ـ على ظواهر من القرآن؛ أمّا الاستواء فاحتج على ثبوته بقوله تعالى: ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5] فقال: الاستواء بمعنى الاستقرار والتمكن والجلوس مستحيلٌ عقلًا وإجماعاً، وتأويله بالاستيلاء على العرش بالقدرة يوجب أن لا يكون لتخصيص العرش بذلك فائدة ؛ إذ سائر الممكنات تماثل العرش في ذلك، فوجب أن يحمل الاستواء على صفة تليق به جل وعز، والله تعالى أعلم بحقيقتها ) .
وقال الإمام النفراوي في الفواكه الدواني :
( ولفظ الاستواء من جملة المتشابه كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهره مستحيل على الباري سبحانه ، ولا يعلم معناه على القطع إلا الله سبحانه وتعالى ، وأما العلماء فقد اتفق السلف والخلف على وجوب اعتقاد حقيقة وروده على وجوب تنزيه الباري عن ظاهره المستحيل واختلفوا بعد ذلك على ثلاث طرق :
- طريق أبي الحسن الأشعري إمام هذا الفن أنها أسماء لصفات قائمة بذاته تعالى زائدة على صفات المعاني الثمانية أو السبعة التي هي العلم والقدرة والإدراك على القول به ونحو ذلك من بقيتها ، والدليل عنده على ثبوتها السمع لورودها إما في القرآن أو السنة لذلك تسمى على مذهبه صفات سمعية .
- وطريق السلف كابن شهاب ومالك الإمام ومن وافقهما من السلف الصالح تمنع تأويلها عن التفصيل والتعيين , وقال أهلها انقطع بأن المستحيل غير مراد ، ونعتقد أن له تعالى استواء ويدا وغير ذلك مما ورد به الشرع لا يعلم معناه على التفصيل إلا الله .
- وطريق الخلف تؤول المتشابه على وجه التفصيل قصدا للإيضاح ولذلك تسمى المؤولة ، فأولوا الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة والعين بالبصر والأصابع بإرادات القلب) .
وقال الإمام الآمدي في أبكار الأفكار :
(ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى فى أحد قوليه , والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة.
ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة .)
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
رابعًا: يرى هؤلاء الوهابية , أن اليد اليمنى غير اليد الأخرى غير العين غير الرِّجل غير الوجه , فالإشارة إلى اليد اليمنى غير الإشارة إلى اليد الأخرى غير الإشارة إلى العين غير الإشارة إلى الرجل غير الإشارة إلى الوجه , وتكون الرؤية يوم القيامة كذلك , وقد صرّح الإمام الأشعري بنفي ذلك كلّه , فقد جاء في (مجرد المقالات ص91) :
( وكذلك كان يقول في جواب من يسأله : "إذا قلتم : أنه يُرى , فهل يُرى كلّه أم بعضه؟" :
إن جميع ذلك محال , لأن ما لا كلّ له , ولا بعض له , يُرى على ما هو به كما يُعلم , وكما يُرى ما له كلّ على ما هو به , فلا ينقلب بالرؤية , كذلك ما لا كلّ له يُرى ولا كلّ له ) .
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية , ثم خالف هذا وذكر بأنها عينية لا معنوية , ودليله هو قياس الغائب على الشاهد , فقال في (بيان تلبيسه 1/126 ط العثمانية) :
( الوجه الحادي والأربعون : وهو قوله: "معلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه مما لا يقبله الوهم والخيال"
أ- إما أن يريد به المعنى الذي يذكره المتكلمة الصفاتية الذين يقولون هذه صفات معنوية , كما هو قول الأشعري والقلانسي , وطوائف من الكرامية وغيرهم , وهو قول طوائف من الحنبلية وغيرهم .
ب- وإما أن يريد بمعنى أنها أعيان قائمة بأنفسها.
فإن أراد به المعنى الأول : فليس هو الذي حكاه عن الحنبلية فإنه قال: "وأما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض فهم أيضا معترفون بأن ذاته مخالفة لسائر الذوات" إلى أن قال: "وأيضا فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال"
فإذا كان هذا قوله , فمعلوم أن هذا القول الذي حكاه هو قول من يثبت هذه بالمعنى الذي سماه هو (أجزاءً وأبعاضاً) , فتكون هذه صفاتٍ قائمة بنفسها كما هي قائمة بنفسها في الشاهد، كما أن العلم والقدرة قائم بغيره في الغائب والشاهد لكن لا تقبل التفريق والانفصال كما أن علمه وقدرته لا تقبل الزوال عن ذاته وإن كان المخلوق يمكن مفارقة ما هو قائم به وما هو منه يمكن مفارقة بعض ذلك بعضاً , فجواز ذلك على المخلوق لا يقتضي جوازه على الخالق , وقد عُلم أن الخالقَ ليس مماثلاً للمخلوق وأن هذه الصفاتِ وإن كانت أعياناً فليست لحماً ولا عصباً ولا دماً ولا نحو ذلك ولا هي من جنس شيء من المخلوقات..) .
فها هو إمامكم معاشر الوهابية , ينقل عن الإمام الأشعري إثبات الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان كما تقولون .
رد سعيد فودة
بارك الله فيك أخي عثمان على هذه النقول الجيدة....
أما قولك:
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية
فينبغي أن تنبه إلى أن قول ابن تيمية لا أهمية له مطلقاً في تقرير ولا في توجيه رأي الأئمة العلماء، لأنه لا يتورع عن تحريف أقوالهم، مثلما نقل عن الإمام أحمد وغيره أنه يقول: إنه لا يوجد موجود إلا جسم أو قائم بجسم! ونحن لا يهمنا كثيراً ما هو فهم ابن تيمية لما قاله الإمام الأشعري، فقول ابن تيمية عندنا مرذول مستنكر، لا نلتفت إليه، وافق أهل الحق أم خالفهم، فقوله في ذاته لا عبرة به عندنا لابتداعه وعناده ومكابرته....
صحيح أن ما نقلته سوف يزلزل أقدام بعض المنخدعين بابن تيمية من أتباعه وبعض الذين ما يزالون يحسنون به ظناً من الأشاعرة! وسوف يتفاجأ به بعض الدكاترة في جامعاتنا المعاصرة الذين يظنون أنفسهم على شيء وهم ليسوا على شيء...
وأذكر أنني حضرت مناقشة لبعض الرسائل الجامعية لبعض التيمية المغالين في تعصبهم، حاول فيها -زعماً- إثبات الأشعري ليس له نصٌّ على أن الصفات التي يثبتها هي معانٍ لا أعيان، لأنه يعرف تماما أن ابن تيمية يثبتها أعيانا يعني أبعاضا وأركانا وأجزاءا للذات الإلهية، فحاول بكل جهده أن يزعم أنه لا يقول بأنها أعيان، وأن من قرر ذلك عنه إنما هو بعض أتباعه ليبعدوه عن التجسيم....
ومن الغريب أن بعض "الدكاترة" في تلك المناقشة وهو د. راجح الكردي أنكر أن يكون هناك مجسم أصلاً، وقال إنّ كل من اتُّهِموا بالتجسيم فهذه التهم مفتراة عليهم، ومنهم محمد بن الهيصم وابن كرام، فابن الهيصم بريء من التجسيم، فهو أي الدكتور المذكور (لا أعرف لشدة اطلاعه أو لقلته وانحصاره وتعصبه وإدخاله الأمور الشخصية في المباحث العلمية) يحاول نفي التجسيم عن كل أحد من فرق المجسمة، مبالغة في مخالفته لعلماء الكلام من الأشاعرة، ولذلك نراه دائما ينادي بفكره غريبة لا أعتقد انه يستطيع تقريرها على وجه مفهوم وهي عقيدة ما قبل الخلاف!! ومع سخافة هذه الفكرة، إلا أننا نسمعه دائما ينادي بها على رؤوس الأشهاد كأنها الحق الصراح!!والغريب أنه لا أحد يلتفت إلى هذه الفكرة...
ومن الأمور التي وقع فيها هذا الدكتور ومثله كثير، أنه عندما يكون بين أشاعرة يزعم أنه زعيم الأشاعرة، وعندما يكون بين وهابية تيمية أو سلفية مهما كانوا يسمون أنفسهم يقول إنه على طريقتهم، وعندما يكون بين أناس يزعمون الاجتهاد والتخلص من هذه النتسابات يقول إنه على رأس المجتهدين...!!!!
هكذا أصبحت عينات أكثر أساتذة الجامعات في هذا الزمان الغريب المليء بالجهالات...فلنا أن نتصور عندئذ كيف يمكن أن يكون الطلاب الذين يعتمدون على هؤلاء الأساتذة مراجع وذوي آراء معتمدة في العلوم الشرعية...
ولنا بعد ذلك بإذن الله تعالى كلام طويل في هذه المسألة المهمة....
رد عثمان محمد النابلسي
سيدي السعيد -أسعدكم الله في الدارين , وأسعدنا برفقتكم والنهل من معينكم-, ما نقلتُه من باب إلزام الوهابية ليس إلا , فهم منذ زمن ينكرون أن يكون الإمام الأشعري أثبتَ الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية .
أمّا بالنسبة لابن تيمية فلا يستطيع المنصف المطلع على كلامه , إلا أن يوافقكم في كلامكم عنه , والعجيب أنه ينقل أقوال الأشخاص أو الفرق في موضع ثم ينقل عنهم في موضع آخر ما يخالف نقله الأول , كما أنكر نسبة الحيز المنفصل إلى خصوم الرازي , ثم نسبها لهم , ثم قال بها هو نفسه!! وهناك نُقولٌ نقلها عن متكلمة الصفاتية من أهل السنة ثم نقل ما يخالفها عنهم!!
رد شريف شفيق محمود
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
هل من الممكن شرح كلام الآمدي باستفاضة؟
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي شريف،
مقصود الإمام الآمدي رحمه الله أنَّه بناء على هذه الطريقة نثبت الصفة لله تعالى لا على معناها المعروف لأنه معنى جزء هو جسم.
وكأن في العبارة نقصاً من أولها، فهو كان يتكلم على حمل الوجه على القرب كما أذكر...
فلولا نقلتَه.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
ردمحمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي شريف،
مقصود الإمام الآمدي رحمه الله أنَّه بناء على هذه الطريقة نثبت الصفة لله تعالى لا على معناها المعروف لأنه معنى جزء هو جسم.
وكأن في العبارة نقصاً من أولها، فهو كان يتكلم على حمل الوجه على القرب كما أذكر...
فلولا نقلتَه.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وهذا نص آخر من ابن تيمية في [بيان تلبيس الجهمية] يقرُّ فيه بأنَّ الإمام أبا الحسن الأشعري رضي الله عنه هو وغيره يثبتون تلك الصفات على أنَّها صفات معنوية:
"قال شيخ الإسلام [الهروي] وسألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم ابن حبان البستي قلت رأيته قال كيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه من سجستان
قلت [أي ابن تيمية] وقد أنكره طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ولا يكاد يتجاوز ما أثبته أمثال هؤلاء مع ماله من معرفة بالفقه والحديث كأبي حاتم هذا [أي الإمام ابن حبان] وأبي سليمان الخطابي وغيرهما ولهذا يوجد للخطابي وأمثاله من الكلام ما يظن أنه متناقض حيث يتأول تارة ويتركه أخرى وليس بمتناقض فإن أصله إن الصفات التي في القرآن والأخبار الموافقة له أو ما في الاخبار المتواترة دون ما في الأخبار المحضة أو دون ما في غير المتواترة وهذه طريقة ابن عقيل ونحوه وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد عثمان محمد النابلسي عثمان
وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية.
نص جيد بارك الله فيك , ولما رجعت إليه في نسختي وجدت أنني قد وضعت عليه علامة , وهو في ج1 ص384 من (ط1 العثمانية) , والضمير في قوله (وهم مع هذا..) عائد على (أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني)
رد عثمان محمد النابلسي عثمان
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
هل من الممكن شرح كلام الآمدي باستفاضة؟
أخي الكريم شريف ...
نقل الإمام الآمدي قولين عن الإمام الأشعري في الوجه المضاف إلى الله تعالى , أولهما إثباتُ صفة الوجه كصفة ثبوتية زائدة كالعلم والقدرة , مع نفيه كونها على (((حقيقتها))) وهو الجارحة , وثانيهما تأويلُ الوجه بالذات .
ثم بدأ بعدها بترجيح مذهب الأشعري الثاني على المذهب الأول , وكونُ هذا المذهب الثاني راجحاً ,لا يعني بتاتاً أنّ المذهب الأول تجسيمٌ وتشبيه , -إذ إنّ الأشعري لمّا قالَ به , نفى أن تكون تلك الصفات على حقيقتها (أي جوارح) , ونفى أيضاً أن تكون أعياناً- , فقال الآمديُّ مرجحاً المذهب الثاني على الأوّل :
( وكونه زائدا على ذاته، وما له من الصفات "لا بمعنى الجارحة"، وأنه وجه لا كوجوهنا كما أن ذاته لا كذواتنا، -كما هو مذهب الشيخ في أحد قوليه ومذهب السلف- وإن كان ممكنا , إلا أن الجزم بذلك يستدعى دليلاً قاطعاً , ضرورةَ كونه صفةً للرب تعالى , ولا وجود للقاطع هاهنا) .
فيقولُ الآمديُّ هنا.. بأن إثبات الوجه لا على حقيقته –وهو الجارحة- ممكنٌ , إلا أنّ القطع والجزم به يحتاج إلى دليل قاطع , ويرى عدمَ وجود دليل قاطع على ذلك .
- ثم يُكمِلُ ترجيحَه للمذهب الثاني على الأوّل , فيقول :
( وإن جاز أن يكون الدليل ظاهراً , فلفظ "الوجه" في الآية لا دلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لا حقيقة ولا مجازا , فإنه لم يكن مفهوما لأهل اللغة حتى يقال: إنهم وضعوا لفظ الوجه بإزائه ، وما لا يكون مفهوما لهم، لا يكون موضوعاً لألفاظهم , فلم يبقَ إلا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة , وقد تعذّرَ حملُه على الحقيقة على ما تقدم -وهو الوجه بمعنى الجارحة- ، إذ هو المتبادرُ من لفظِ "الوجه" عند إطلاقه إلى الفهم , والأصل في ذلك إنما هو الحقيقة.
فلم يبق إلا جهة التجوز , وهو التعبرة بالوجه عن الذات، ومجموع الصفات) .
فيقول بأنّ دليلَ إثبات صفةِ الوجه على المذهب الأول للأشعري (والدليل هو الآية الكريمة) , من الممكن أن يكون ظاهراً (والظاهر كما قاله إمام الحرمين: "ما احتمل أمرين أحدهما أظهر من الآخر ، ويؤول الظاهر بالدليل ، ويسمى ظاهراً بالدليل")
لكنّ لفظ "الوجه" في الآية لا يدلّ على صفةٍ زائدةٍ على الثمانية ليست بجارحة ولا بعض (كما هو مذهب الأشعري الأول) , فلا يدلّ على تلك الصفة لغة لا من طريق الحقيقة (فلم يضع العرب لفظ الوجه بإزاء صفة زائدة على الذات وليست بجارحة , بل وضعوه للعضو المعروف) , ولا من طريق المجاز (فلم يستعمل العرب الوجه لمعنى الصفة الزائدة على الذات وليست بجارحة) .
فإذا كان حمْلُ لفظ الوجه في الآية على تلك الصفة (بالمعنى الذي قاله الأشعري في مذهبه الأوّل) ليس حقيقة ولا مجازاً , فيكونُ حمله على تلك الصفة غير مفهوم!! , فنرجع إلى إثباته إمّا على حقيقته أو مجازه ؛ وإثباته على حقيقته –وهو كونه جارحة- متعذّرٌ كما سبق , فلم يبقَ إلا إثباته على المجاز , وهو المذهب الثاني للأشعري الذي رجّحه الآمدي
والله تعالى أعلم.
رد شريف شفيق محمود
أخي الفاضل عثمان
جزاك الله خيرا و نفع بك
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وممَّا يوكِّد إقرار ابن تيمية بأنَّ الإمام الشيخ الأشعريَّ رحمه الله تعالى لم يذهب يوماً إلى التجسيم قوله في [مجموع الفتاوى]: "ولهذا كان قول ابن كلاب والأشعري والقلانسي ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة …أن الاستواء فعل يفعله الرب في العرش وكذلك يقولون في النـزول، ومعنى ذلك أنه يُحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به بنفسه فعل اختياري …وكذلك النـزول عندهم فهم يجعلون الأفعال اللازمة بمنزلة الأفعال المتعدية، وذلك لأنهم اعتقدوا أنه لا يقوم به فعل اختياري لأن ذلك حادث".
وكذلك قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: " والذين أثبتوا الصفات الخبرية لهم في هذه قولان، منهم من يجعلها من جنس الفعل المتعدي يجعلها حادثة في غيرها، وهذا قول الأشعري وأئمة أصحابه ومن وافقهم، فالأشعري يقول : فعل فعله في العرش فصار به مستويا على العرش وكذلك يقول في الإتيان والنزول".
وهذا رابط لأحد التيمية [أتباع ابن تيمية] في إثبات أنَّ الإمام الشيخ الأشعريَّ رضي الله عنه لم يصر إلى التجسيم أخيراً بخلاف ما يُفترى عليه!
http://islahway.com/index.php?option...temid=73#_ftn1
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد عمر شمس الدين الجعبري
حفظكم الله مشايخنا وحفظ بكم
{واتقوا الله ويعلمكم الله}
رد مع اقتباسرد مع اقتباس
بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف النبيين , وبعد :
هناك خرافة عند الوهابية تقول بأن الأشاعرة اليوم ليسوا على مذهب الأشعري , وأن أصحاب الأشعري الذين نقلوا مذهبه لم ينقلوا إثباته للصفات الخبرية , ثم وجدوا بعض أئمة الأشاعرة ينقلون عن الأشعري إثباته الصفات الخبرية , ففرحوا بذلك وتوهموا أنّ مذهب الإمام الأشعري هو عينُ مذهبهم
فأقول رداً لهذه الفرية المكشوفة :
أولاً : إن الذين نقلوا مذهب الإمام الأشعري, والذي عليه الأشاعرة الآن , نقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية , مع نقلهم عنه نفي التركيب والتأليف والجوارح التي يقول بها الوهابية , فقد جاء في مجرّد مقالات الأشعري (ص40 ط السايح) :
(( فأما ما يثبت من طريق الخبر , فلا يُنكر –أي الإمام الأشعري- أن يرد الخبر بإثبات صفات له تُعتقد خبراً , وتطلق ألفاظها سمعاً , وتحقق معانيها على حسب ما يليق بالموصوف بها , كاليدين والوجه والجنب والعين .
لأنها فينا : جوارح , وأدوات , وفي وصفه نعوت وصفات , لما استحال عليه التركيب , والتأليف , وأن يوصف بالجوارح والأدوات ) .
فهذا نصُ ينسف دعوى الوهابية , بأن الذين نقلوا مذهب الأشعري وانتشر بهم المذهب , لم ينقلوا عنه إثباته الصفات الخبرية .
ثانيًا : الصفة عند الإمام الأشعري معنى يقوم بالموصوف , وليس عيناً كما يقول التيمية , ومن تأمل مجرّد المقالات علم ذلك , بل تجده أحياناً يبني كثيراً من المسائل على كون الصفة معنى يقوم بالموصف , ومن الأمثلة على ذلك إنكاره "وصف الصفة بصفة تقوم بها" , وعلله بقوله :
( لأن ذلك يؤدّي إلى قيام معنى بها , فلا يتحمّل المعنى معنى) .
(مجرد المقالات , ص39)
وهذا دليل على أنّ الصفة عند الأشعري هي معنى يقوم بالذات , وليست عيناً .
ثالثًا : نقل أئمة الأشاعرة عن الإمام الأشعري إثباته الصفات الخبرية ونفيه حقيقتها , خلافاً للوهابية القائلين بإثباتها على حقائقها , فقد قال الإمام السنوسي في شرح الوسطى :
( اختلف في أشياء وردت في الشرع مضافة لله تعالى، وهي الاستواء واليد والعين والوجه، بعد القطع بتنزهه تعالى عن ظواهرها المستحيلة عقلا إجماعا، فقال الشيخ أبو الحسن الأشعري: إنها أسماء لصفات تقوم بذاته تعالى، زائدة على الصفات الثمانية السابقة، والسبيل إلى إثباتها عنده السمعُ لا العقل، ولهذا تسمى على مذهبه: صفات سمعية، والله تعالى أعلم بحقيقتها )
ثم قال:
( وأما الشيخ الأشعري فاعتمد في إثبات هذه الصفات ـ أي السمعية ـ على ظواهر من القرآن؛ أمّا الاستواء فاحتج على ثبوته بقوله تعالى: ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾[طه:5] فقال: الاستواء بمعنى الاستقرار والتمكن والجلوس مستحيلٌ عقلًا وإجماعاً، وتأويله بالاستيلاء على العرش بالقدرة يوجب أن لا يكون لتخصيص العرش بذلك فائدة ؛ إذ سائر الممكنات تماثل العرش في ذلك، فوجب أن يحمل الاستواء على صفة تليق به جل وعز، والله تعالى أعلم بحقيقتها ) .
وقال الإمام النفراوي في الفواكه الدواني :
( ولفظ الاستواء من جملة المتشابه كاليد والوجه والعين والأصابع ونحو ذلك مما ظاهره مستحيل على الباري سبحانه ، ولا يعلم معناه على القطع إلا الله سبحانه وتعالى ، وأما العلماء فقد اتفق السلف والخلف على وجوب اعتقاد حقيقة وروده على وجوب تنزيه الباري عن ظاهره المستحيل واختلفوا بعد ذلك على ثلاث طرق :
- طريق أبي الحسن الأشعري إمام هذا الفن أنها أسماء لصفات قائمة بذاته تعالى زائدة على صفات المعاني الثمانية أو السبعة التي هي العلم والقدرة والإدراك على القول به ونحو ذلك من بقيتها ، والدليل عنده على ثبوتها السمع لورودها إما في القرآن أو السنة لذلك تسمى على مذهبه صفات سمعية .
- وطريق السلف كابن شهاب ومالك الإمام ومن وافقهما من السلف الصالح تمنع تأويلها عن التفصيل والتعيين , وقال أهلها انقطع بأن المستحيل غير مراد ، ونعتقد أن له تعالى استواء ويدا وغير ذلك مما ورد به الشرع لا يعلم معناه على التفصيل إلا الله .
- وطريق الخلف تؤول المتشابه على وجه التفصيل قصدا للإيضاح ولذلك تسمى المؤولة ، فأولوا الاستواء بالاستيلاء واليد بالقدرة والعين بالبصر والأصابع بإرادات القلب) .
وقال الإمام الآمدي في أبكار الأفكار :
(ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعرى فى أحد قوليه , والأستاذ أبو اسحاق الاسفرايينى والسلف الى أن الرب تعالى متصف بالوجه , وأن الوجه صفة ثبوتية زائدة , على ماله من الصفات , متمسكين فى ذلك بقوله تعالى [ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام ] لا أنه بمعنى الجارحة.
ومن المشبهة من أثبت الوجه بمعنى الجارحة .)
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
رابعًا: يرى هؤلاء الوهابية , أن اليد اليمنى غير اليد الأخرى غير العين غير الرِّجل غير الوجه , فالإشارة إلى اليد اليمنى غير الإشارة إلى اليد الأخرى غير الإشارة إلى العين غير الإشارة إلى الرجل غير الإشارة إلى الوجه , وتكون الرؤية يوم القيامة كذلك , وقد صرّح الإمام الأشعري بنفي ذلك كلّه , فقد جاء في (مجرد المقالات ص91) :
( وكذلك كان يقول في جواب من يسأله : "إذا قلتم : أنه يُرى , فهل يُرى كلّه أم بعضه؟" :
إن جميع ذلك محال , لأن ما لا كلّ له , ولا بعض له , يُرى على ما هو به كما يُعلم , وكما يُرى ما له كلّ على ما هو به , فلا ينقلب بالرؤية , كذلك ما لا كلّ له يُرى ولا كلّ له ) .
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية , ثم خالف هذا وذكر بأنها عينية لا معنوية , ودليله هو قياس الغائب على الشاهد , فقال في (بيان تلبيسه 1/126 ط العثمانية) :
( الوجه الحادي والأربعون : وهو قوله: "معلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه مما لا يقبله الوهم والخيال"
أ- إما أن يريد به المعنى الذي يذكره المتكلمة الصفاتية الذين يقولون هذه صفات معنوية , كما هو قول الأشعري والقلانسي , وطوائف من الكرامية وغيرهم , وهو قول طوائف من الحنبلية وغيرهم .
ب- وإما أن يريد بمعنى أنها أعيان قائمة بأنفسها.
فإن أراد به المعنى الأول : فليس هو الذي حكاه عن الحنبلية فإنه قال: "وأما الحنابلة الذين التزموا الأجزاء والأبعاض فهم أيضا معترفون بأن ذاته مخالفة لسائر الذوات" إلى أن قال: "وأيضا فعمدة مذهب الحنابلة أنهم متى تمسكوا بآية أو خبر يوهم ظاهره شيئا من الأعضاء والجوارح صرحوا بأنا نثبت هذا المعنى لله على خلاف ما هو ثابت للخلق فأثبتوا لله وجها بخلاف وجوه الخلق ويدا بخلاف أيدي الخلق ومعلوم أن اليد والوجه بالمعنى الذي ذكروه عما لا يقبله الوهم والخيال"
فإذا كان هذا قوله , فمعلوم أن هذا القول الذي حكاه هو قول من يثبت هذه بالمعنى الذي سماه هو (أجزاءً وأبعاضاً) , فتكون هذه صفاتٍ قائمة بنفسها كما هي قائمة بنفسها في الشاهد، كما أن العلم والقدرة قائم بغيره في الغائب والشاهد لكن لا تقبل التفريق والانفصال كما أن علمه وقدرته لا تقبل الزوال عن ذاته وإن كان المخلوق يمكن مفارقة ما هو قائم به وما هو منه يمكن مفارقة بعض ذلك بعضاً , فجواز ذلك على المخلوق لا يقتضي جوازه على الخالق , وقد عُلم أن الخالقَ ليس مماثلاً للمخلوق وأن هذه الصفاتِ وإن كانت أعياناً فليست لحماً ولا عصباً ولا دماً ولا نحو ذلك ولا هي من جنس شيء من المخلوقات..) .
فها هو إمامكم معاشر الوهابية , ينقل عن الإمام الأشعري إثبات الصفات الخبرية كمَعَان لا كأعيان كما تقولون .
رد سعيد فودة
بارك الله فيك أخي عثمان على هذه النقول الجيدة....
أما قولك:
أخيراً والأهم :
صرّح ابن تيمية بأن الإمام الأشعري أثبت الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية
فينبغي أن تنبه إلى أن قول ابن تيمية لا أهمية له مطلقاً في تقرير ولا في توجيه رأي الأئمة العلماء، لأنه لا يتورع عن تحريف أقوالهم، مثلما نقل عن الإمام أحمد وغيره أنه يقول: إنه لا يوجد موجود إلا جسم أو قائم بجسم! ونحن لا يهمنا كثيراً ما هو فهم ابن تيمية لما قاله الإمام الأشعري، فقول ابن تيمية عندنا مرذول مستنكر، لا نلتفت إليه، وافق أهل الحق أم خالفهم، فقوله في ذاته لا عبرة به عندنا لابتداعه وعناده ومكابرته....
صحيح أن ما نقلته سوف يزلزل أقدام بعض المنخدعين بابن تيمية من أتباعه وبعض الذين ما يزالون يحسنون به ظناً من الأشاعرة! وسوف يتفاجأ به بعض الدكاترة في جامعاتنا المعاصرة الذين يظنون أنفسهم على شيء وهم ليسوا على شيء...
وأذكر أنني حضرت مناقشة لبعض الرسائل الجامعية لبعض التيمية المغالين في تعصبهم، حاول فيها -زعماً- إثبات الأشعري ليس له نصٌّ على أن الصفات التي يثبتها هي معانٍ لا أعيان، لأنه يعرف تماما أن ابن تيمية يثبتها أعيانا يعني أبعاضا وأركانا وأجزاءا للذات الإلهية، فحاول بكل جهده أن يزعم أنه لا يقول بأنها أعيان، وأن من قرر ذلك عنه إنما هو بعض أتباعه ليبعدوه عن التجسيم....
ومن الغريب أن بعض "الدكاترة" في تلك المناقشة وهو د. راجح الكردي أنكر أن يكون هناك مجسم أصلاً، وقال إنّ كل من اتُّهِموا بالتجسيم فهذه التهم مفتراة عليهم، ومنهم محمد بن الهيصم وابن كرام، فابن الهيصم بريء من التجسيم، فهو أي الدكتور المذكور (لا أعرف لشدة اطلاعه أو لقلته وانحصاره وتعصبه وإدخاله الأمور الشخصية في المباحث العلمية) يحاول نفي التجسيم عن كل أحد من فرق المجسمة، مبالغة في مخالفته لعلماء الكلام من الأشاعرة، ولذلك نراه دائما ينادي بفكره غريبة لا أعتقد انه يستطيع تقريرها على وجه مفهوم وهي عقيدة ما قبل الخلاف!! ومع سخافة هذه الفكرة، إلا أننا نسمعه دائما ينادي بها على رؤوس الأشهاد كأنها الحق الصراح!!والغريب أنه لا أحد يلتفت إلى هذه الفكرة...
ومن الأمور التي وقع فيها هذا الدكتور ومثله كثير، أنه عندما يكون بين أشاعرة يزعم أنه زعيم الأشاعرة، وعندما يكون بين وهابية تيمية أو سلفية مهما كانوا يسمون أنفسهم يقول إنه على طريقتهم، وعندما يكون بين أناس يزعمون الاجتهاد والتخلص من هذه النتسابات يقول إنه على رأس المجتهدين...!!!!
هكذا أصبحت عينات أكثر أساتذة الجامعات في هذا الزمان الغريب المليء بالجهالات...فلنا أن نتصور عندئذ كيف يمكن أن يكون الطلاب الذين يعتمدون على هؤلاء الأساتذة مراجع وذوي آراء معتمدة في العلوم الشرعية...
ولنا بعد ذلك بإذن الله تعالى كلام طويل في هذه المسألة المهمة....
رد عثمان محمد النابلسي
سيدي السعيد -أسعدكم الله في الدارين , وأسعدنا برفقتكم والنهل من معينكم-, ما نقلتُه من باب إلزام الوهابية ليس إلا , فهم منذ زمن ينكرون أن يكون الإمام الأشعري أثبتَ الصفات الخبرية كصفات معنوية لا عينية .
أمّا بالنسبة لابن تيمية فلا يستطيع المنصف المطلع على كلامه , إلا أن يوافقكم في كلامكم عنه , والعجيب أنه ينقل أقوال الأشخاص أو الفرق في موضع ثم ينقل عنهم في موضع آخر ما يخالف نقله الأول , كما أنكر نسبة الحيز المنفصل إلى خصوم الرازي , ثم نسبها لهم , ثم قال بها هو نفسه!! وهناك نُقولٌ نقلها عن متكلمة الصفاتية من أهل السنة ثم نقل ما يخالفها عنهم!!
رد شريف شفيق محمود
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
هل من الممكن شرح كلام الآمدي باستفاضة؟
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي شريف،
مقصود الإمام الآمدي رحمه الله أنَّه بناء على هذه الطريقة نثبت الصفة لله تعالى لا على معناها المعروف لأنه معنى جزء هو جسم.
وكأن في العبارة نقصاً من أولها، فهو كان يتكلم على حمل الوجه على القرب كما أذكر...
فلولا نقلتَه.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
ردمحمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أخي شريف،
مقصود الإمام الآمدي رحمه الله أنَّه بناء على هذه الطريقة نثبت الصفة لله تعالى لا على معناها المعروف لأنه معنى جزء هو جسم.
وكأن في العبارة نقصاً من أولها، فهو كان يتكلم على حمل الوجه على القرب كما أذكر...
فلولا نقلتَه.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وهذا نص آخر من ابن تيمية في [بيان تلبيس الجهمية] يقرُّ فيه بأنَّ الإمام أبا الحسن الأشعري رضي الله عنه هو وغيره يثبتون تلك الصفات على أنَّها صفات معنوية:
"قال شيخ الإسلام [الهروي] وسألت يحيى بن عمار عن أبي حاتم ابن حبان البستي قلت رأيته قال كيف لم أره ونحن أخرجناه من سجستان كان له علم كثير ولم يكن كبير دين قدم علينا فأنكر الحد لله فأخرجناه من سجستان
قلت [أي ابن تيمية] وقد أنكره طائفة من أهل الفقه والحديث ممن يسلك في الإثبات مسلك ابن كلاب والقلانسي وأبي الحسن ونحوهم في هذه المعاني ولا يكاد يتجاوز ما أثبته أمثال هؤلاء مع ماله من معرفة بالفقه والحديث كأبي حاتم هذا [أي الإمام ابن حبان] وأبي سليمان الخطابي وغيرهما ولهذا يوجد للخطابي وأمثاله من الكلام ما يظن أنه متناقض حيث يتأول تارة ويتركه أخرى وليس بمتناقض فإن أصله إن الصفات التي في القرآن والأخبار الموافقة له أو ما في الاخبار المتواترة دون ما في الأخبار المحضة أو دون ما في غير المتواترة وهذه طريقة ابن عقيل ونحوه وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية.
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد عثمان محمد النابلسي عثمان
وهي إحدى طريقي أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني وهم مع هذا يثبتونها صفات معنوية.
نص جيد بارك الله فيك , ولما رجعت إليه في نسختي وجدت أنني قد وضعت عليه علامة , وهو في ج1 ص384 من (ط1 العثمانية) , والضمير في قوله (وهم مع هذا..) عائد على (أئمة الأشعرية كالقاضي أبي بكر ابن الباقلاني)
رد عثمان محمد النابلسي عثمان
ثم قال :
(والحق فى ذلك أن يقال : لا سبيل الى اثبات الوجه بمعنى الجارحة , لما سنبينه فى ابطال التشبيه وما لايجوز على الله تعالى .
وكونه زائدا على ذاته , وما له من الصفات لا بمعنى الجارحة , وأنه وجه لا كوجوهنا , كما أن ذاته لا كذواتنا , كما هو مذهب الشيخ فى أحد قوليه ومذهب السلف , وان كان ممكنا , الا أن الجزم بذلك يستدعى دليلا قاطعا , ضرورة كونه صفة للرب تعالى , ولا وجود للقاطع ههنا , وان جاز أن يكون الدليل ظاهرا , فلفظ الوجه فى الآية لادلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لاحقيقة ولا مجازا , فانه لم يكن مفهوما لأهل اللغة , حتى يقال انهم وضعوا لفظ الوجه بازائه , وما لايكون مفهوما لهم لايكون موضوعا لألفاظهم , فلم يبق الا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة ) .
هل من الممكن شرح كلام الآمدي باستفاضة؟
أخي الكريم شريف ...
نقل الإمام الآمدي قولين عن الإمام الأشعري في الوجه المضاف إلى الله تعالى , أولهما إثباتُ صفة الوجه كصفة ثبوتية زائدة كالعلم والقدرة , مع نفيه كونها على (((حقيقتها))) وهو الجارحة , وثانيهما تأويلُ الوجه بالذات .
ثم بدأ بعدها بترجيح مذهب الأشعري الثاني على المذهب الأول , وكونُ هذا المذهب الثاني راجحاً ,لا يعني بتاتاً أنّ المذهب الأول تجسيمٌ وتشبيه , -إذ إنّ الأشعري لمّا قالَ به , نفى أن تكون تلك الصفات على حقيقتها (أي جوارح) , ونفى أيضاً أن تكون أعياناً- , فقال الآمديُّ مرجحاً المذهب الثاني على الأوّل :
( وكونه زائدا على ذاته، وما له من الصفات "لا بمعنى الجارحة"، وأنه وجه لا كوجوهنا كما أن ذاته لا كذواتنا، -كما هو مذهب الشيخ في أحد قوليه ومذهب السلف- وإن كان ممكنا , إلا أن الجزم بذلك يستدعى دليلاً قاطعاً , ضرورةَ كونه صفةً للرب تعالى , ولا وجود للقاطع هاهنا) .
فيقولُ الآمديُّ هنا.. بأن إثبات الوجه لا على حقيقته –وهو الجارحة- ممكنٌ , إلا أنّ القطع والجزم به يحتاج إلى دليل قاطع , ويرى عدمَ وجود دليل قاطع على ذلك .
- ثم يُكمِلُ ترجيحَه للمذهب الثاني على الأوّل , فيقول :
( وإن جاز أن يكون الدليل ظاهراً , فلفظ "الوجه" في الآية لا دلالة له على الوجه بهذا المعنى لغة , لا حقيقة ولا مجازا , فإنه لم يكن مفهوما لأهل اللغة حتى يقال: إنهم وضعوا لفظ الوجه بإزائه ، وما لا يكون مفهوما لهم، لا يكون موضوعاً لألفاظهم , فلم يبقَ إلا أن يكون محمولا على مقتضاه لغة , وقد تعذّرَ حملُه على الحقيقة على ما تقدم -وهو الوجه بمعنى الجارحة- ، إذ هو المتبادرُ من لفظِ "الوجه" عند إطلاقه إلى الفهم , والأصل في ذلك إنما هو الحقيقة.
فلم يبق إلا جهة التجوز , وهو التعبرة بالوجه عن الذات، ومجموع الصفات) .
فيقول بأنّ دليلَ إثبات صفةِ الوجه على المذهب الأول للأشعري (والدليل هو الآية الكريمة) , من الممكن أن يكون ظاهراً (والظاهر كما قاله إمام الحرمين: "ما احتمل أمرين أحدهما أظهر من الآخر ، ويؤول الظاهر بالدليل ، ويسمى ظاهراً بالدليل")
لكنّ لفظ "الوجه" في الآية لا يدلّ على صفةٍ زائدةٍ على الثمانية ليست بجارحة ولا بعض (كما هو مذهب الأشعري الأول) , فلا يدلّ على تلك الصفة لغة لا من طريق الحقيقة (فلم يضع العرب لفظ الوجه بإزاء صفة زائدة على الذات وليست بجارحة , بل وضعوه للعضو المعروف) , ولا من طريق المجاز (فلم يستعمل العرب الوجه لمعنى الصفة الزائدة على الذات وليست بجارحة) .
فإذا كان حمْلُ لفظ الوجه في الآية على تلك الصفة (بالمعنى الذي قاله الأشعري في مذهبه الأوّل) ليس حقيقة ولا مجازاً , فيكونُ حمله على تلك الصفة غير مفهوم!! , فنرجع إلى إثباته إمّا على حقيقته أو مجازه ؛ وإثباته على حقيقته –وهو كونه جارحة- متعذّرٌ كما سبق , فلم يبقَ إلا إثباته على المجاز , وهو المذهب الثاني للأشعري الذي رجّحه الآمدي
والله تعالى أعلم.
رد شريف شفيق محمود
أخي الفاضل عثمان
جزاك الله خيرا و نفع بك
رد محمدأكرم عبدالكريم أبوغوش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
وممَّا يوكِّد إقرار ابن تيمية بأنَّ الإمام الشيخ الأشعريَّ رحمه الله تعالى لم يذهب يوماً إلى التجسيم قوله في [مجموع الفتاوى]: "ولهذا كان قول ابن كلاب والأشعري والقلانسي ومن وافقهم من أتباع الأئمة الأربعة …أن الاستواء فعل يفعله الرب في العرش وكذلك يقولون في النـزول، ومعنى ذلك أنه يُحدث في العرش قربا فيصير مستويا عليه من غير أن يقوم به بنفسه فعل اختياري …وكذلك النـزول عندهم فهم يجعلون الأفعال اللازمة بمنزلة الأفعال المتعدية، وذلك لأنهم اعتقدوا أنه لا يقوم به فعل اختياري لأن ذلك حادث".
وكذلك قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: " والذين أثبتوا الصفات الخبرية لهم في هذه قولان، منهم من يجعلها من جنس الفعل المتعدي يجعلها حادثة في غيرها، وهذا قول الأشعري وأئمة أصحابه ومن وافقهم، فالأشعري يقول : فعل فعله في العرش فصار به مستويا على العرش وكذلك يقول في الإتيان والنزول".
وهذا رابط لأحد التيمية [أتباع ابن تيمية] في إثبات أنَّ الإمام الشيخ الأشعريَّ رضي الله عنه لم يصر إلى التجسيم أخيراً بخلاف ما يُفترى عليه!
http://islahway.com/index.php?option...temid=73#_ftn1
والسلام عليكم...
فالله أحقّ أن تخشوه إن كنتم مؤمنين
رد عمر شمس الدين الجعبري
حفظكم الله مشايخنا وحفظ بكم
{واتقوا الله ويعلمكم الله}
رد مع اقتباسرد مع اقتباس
مواضيع مماثلة
» مركز أبي الحسن الأشعري وخطورة تبني فكر “كتاب الإبانة”
» الايبانة عن اصول الديانة بيان عقيدة الإمام ابا الحسن الأشعري
» الصفات عند السنوسي
» علاقة الصفات بالذات للعلامة سعيد فودة
» شبهة الأطوار الثلاثة لأبي الحسن الأشعري
» الايبانة عن اصول الديانة بيان عقيدة الإمام ابا الحسن الأشعري
» الصفات عند السنوسي
» علاقة الصفات بالذات للعلامة سعيد فودة
» شبهة الأطوار الثلاثة لأبي الحسن الأشعري
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى