مفهوم العبادة
مفهوم العبادة
قال التيمي: الأشاعرة عندهم خلل عظيم في توحيد "العبادة"!، إذ لا حرج عندهم في "دعاء غير الله" كأن يخاطب أحدهم النبي صلى الله عليه وآله في سلم وهو في قبره، فيقول: "أغثني يا رسول الله"، "الشفاعة يا رسول الله"...الخ، وهذا كله من عبادة غير الله، وهو من الشرك الأكبر المبيح للدم والمال.
قال السني: بل عندكم أنتم خلل عظيم في تحرير مفهوم العبادة شرعا!، ومن هنا وافقتم فقه "الحرورية" وغيرهم من الخوارج الذين استباحوا المسلمين بغير وجه حق، والبيان أن يقال:
• مَا الَّذِي جَعَلَ السُّجُود للهِ عِبَادَة لِلْوَاحِد الْقَهَّار ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾[الْنَّجْم:62]، بَيْنَمَا سُجُود الْـمَلاَئِكَةِ لِسَيِّدِنَا آدَم عَلَيْهِ السَّلاَم ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا﴾[الْبَقَرَة:34] وَسُجُود إِخْوَة يُوسُف لِيُوسُف عَلَيْهِ السَّلاَم ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾[يُوسُف:100]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!، وَلَا يُعْقَلُ أَنْ يَأْمُر رَبُّنَا بِالْشِّرْكِ الْأَكْبَر ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [الْأَعْرَاف:28] ﴿وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾[الْزُّمَر:7]؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْخَوْف مِنَ اللهِ عِبَادَة لِلْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[آل عِمْرَان:175]، بَيْنَمَا الْخَوْف مِنَ الْـمَخْلُوقِ ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾[مَرْيَم:5] ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾[طه:67] ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البَقَرَة:239] وَالْخَوْف مِنَ الْأَفْعَى وَالْسَّبُع؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الشُّكْر للهِ عِبَادَة لِرَبِّ الْأَرْبَابِ ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [الْبَقَرَة:172] ﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [النَّحْل:114]، بَيْنَمَا الشُّكْر لِلْوَالِدَيْنِ ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾[لُقْمَان:14] وَالشُّكْر لِلنَّاسِ "مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ"[جَامِع الْتَّرْمِذِي:(1954)]؛ لَيْس بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْاِسْتِعَانَة بِاللهِ عِبَادَة لِشَدِيد الْعِقَاب ذِي الْطَّوْل ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الْفَاتِحَة:5] "وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ" [جَامِع الْتَّرْمِذِي 2516)]، بَيْنَمَا الْاِسْتِعَانَة بِالْمَخْلُوقِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾[الْبَقَرَة:45] ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾[الْكَهْف:95] وَالْاِسْتِعَانَة فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" [جَامِع الْتَّرْمِذِي:(1425)] وَالاِسْتِعَانَة بِرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ لِوَفْدِ "هَوَازِن": "إِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فَقُومُوا فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَعِينُ بِرَسُولِ اللهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَوِ الْمُسْلِمِينَ فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا..."[سُنَن الْنَّسَائِي:(3688)] وَالاِسْتِعَانَة بِرِجَالِ الإِطْفَاءِ وَالْدِّفَاعِ الْـمَدَنِي؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الاِسْتِعَاذَة بِاللهِ عِبَادَة لِـرَبِّ الْسَّمَوَاتِ الْسَّبْعِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾[الْأَعْرَاف:200] "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ"[صَحِيْح مُسْلِم 2867)]، بَيْنَمَا الاسْتِعَاذَة بِالْـمُجْتَبَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ كما فِي قَوْل الْصَّحَابِي أَبِي مَسْعُودٍ عَلَى مَسْمَعٍ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ"[صَحِيْح مُسْلِم:(1659)] وَقَوْل الْسَّيِّدَة عَائِشَة عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ يَلْعَنَنِي الْيَوْمَ"[مُسْنَد أَحْمَد:(26366)] وَقَوْل الْصَّحَابِي الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ عَلَى مَرْأَى مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"[مُسْنَد أَحْمَد 15954)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْتَّقَرُّب إِلَى الله عِبَادَة ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾[الْإِسْرَاء:57] ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾[الْـمُطَفِّفِيْن:18-21]، بَيْنَمَا الْتَّقَرُّب إِلَى سَيِّدِنَا رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ فِي قَوْل زَوْجَة الْصَّحَابِي الْجَلِيْل سَيِّدنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِيْن أَخَذَت حُلِيّهَا وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ" [صَحِيْح ابْن خُزَيْمَة:(2461)، مُسْنَد أَحْمَد: (8862)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْرَّجَاء مِنَ اللهِ عِبَادَة لِـمَن يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ﴾[النِّسَاء:104] ﴿يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾[الْبَقَرَة:218]، بَيْنَمَا الْرَّجَاء مِنَ الْـمَخْلُوقِ فِي قَوْل الصَّحَابِي عَنْ بُرْدَةِ الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ أَمَام مَجْمَعِ الْصَّحَابَة رِضْوَان اللهِ عَلَيْهِم: "رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا"[صَحِيْح الْبُخَاري:(1277)] وَتَصْوِيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ لِأُمِّ سُلَيْم حِيْنَ قَالَتْ عَنْ عَرَقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا"[صَحِيْح مُسْلِم:(2331)] وَالْرَّجَاء مِنْ الحَاكِمِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ التَّذَلُّل إِلَى للهِ عِبَادَة لِـمَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا﴾[الْأَعْرَاف:55] ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾[الْأَنْعَام:42]، بَيْنَمَا التَّذَلُّل لِلْوَالِدَيْنِ ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[الْإِسْرَاء:24] وَالتَّذَلُّل لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[الْـمَائِدَة:54] وَالتَّذَلُّل لِلْأَهْلِ وَلِلْأَوْلاَدِ؛ لَيْسَ بِعِبَادِةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ دُعَاء الله عِبَادَة لِلْوَاحِد الْأَوْحَد الْفَرْد الْصَّمَد ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الْجِن:18] ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾[يُونُس:106]، بَيْنَمَا صَرْف الْدُّعَاء لِلْمَخْلُوقِ ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾[آل عِمْرَان:153] ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ﴾[الْحَدِيد:8] ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾[الْفُرْقَان:63]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ تَقْوَى الله عِبَادَة ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾[آل عِمْرَان:102] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ﴾[آل عِمْرَان:50]، بَيْنَمَا تَقْوَى الْـمَخْلُوق ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾[الْبَقَرَة:24] "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ"[صَحِيح ابْن حِبَّان 875)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ حَمْد الله عِبَادَة لِـمَنْ يُسَبِّحُ الْرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْـمَلَائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الْفَاتِحَة:2] ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾[الْتَّغَابُن:1]، بَيْنَما صَرْف الْحَمْد لِغَيْرِهِ ﴿وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾[آل عِمْرَان:188]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْفِرَار إِلَى اللهِ عِبَادَة لِـمَنْ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾[الْذَّرِيَات:50]، بَيْنَمَا الْفِرَار إِلَى الْـمَخْلُوقِ فِي قَوْل الْأَعْرَابِي مُخَاطِبًا الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسُلِ"[فَتْح الْبَارِي (2/495)] وَالْفِرَار فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ: "أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟"[صَحِيْح ابْنِ حِبَّان:(7092)، مُسْنَد أَحْمَد:(17810)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ طَلَب الْـمَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ عِبَادَة ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾[آل عِمْرَان:135] ﴿وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا﴾[الْـمُمْتَحِنَة:5] ﴿فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[الْبَقَرَة:284]، بَيْنَمَا طَلَب الْـمَغْفِرَةِ مِمَّن هُوَ بِالْـمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوفٌ رَحِيْمٌ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ كَمَا جَاءَ فِي مُخَاطَبَةِ الْصَّحَابِي عَمْرو بْن الْعَاصِ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: "لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي"[مُسْنَد أَحْمَد:(17827)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الذَّبْح للهِ عِبَادَة ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الْأَنْعَام:162] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الْكَوْثَر:2] "لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ"[صَحِيْح مُسْلِم:(1978)]، بَيْنَمَا الذَّبْح لِقُدُومِ الضَّيْفِ وَلِلْأَهْلِ وَلِلْأَوْلَادِ وَلِلْحَاكِمِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الطَّوَاف حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْـمُشَرَّفَةِ سَبْعَة أَشْوَاطٍ عِبَادَة لله ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[الْحَج:29]، بَيْنَمَا طَوَاف الْعَدَّاء الْرِّيَاضِي حَوْل الْمَلْعَبِ سَبْعَة دَوْرَاتٍ كَامِلَة؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الطَّلَب مِنَ الله عِنْدَ الْمَرَض عِبَادَة، بَيْنَمَا الطَّلَب مِنْ طَبِيبِ الْأَسْنَانِ كَفْكَفَتَ أَلَـمَ ضِرْسٍ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الرُّكُوع فِي الْصَّلَاةِ عِبَادَة لله، بَيْنَمَا الرُّكَوع فِي التَّمَارِين الرِّيَاضِيَّةِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الصَّوْم عَنْ شَهْوَةِ الْبَطْنِ عِبَادَة لله، بَيْنَمَا الاِمْسَاك عَنِ الطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ حِمْيَةً أَوْ لِتَخْفِيفِ الْوَزْنِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الاِعْتِمَاد عَلَى الله عِبَادَة، بَيْنَمَا الاِعْتِمَاد عَلى النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْقُرْبَى؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
وَالْجَوَاب: فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْنِّيَّاتِ"[صَحِيْح الْبُخَارِي:(1)].
نَعَمْ؛ الْنِّيَّةُ!، فَصَرْفُ هَذِهِ الْأَفْعَال إِلَى الله يَكُونُ مِنَ الْمُسْلِمِ عَلَى سَبِيلِ اعْتِقَادِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالأُلُوهِيَّةِ وَالاِسْتِقْلاَلِيَّةِ فِي التَّصَرُّفِ وَالْـمُلْكِ وَالخَلْقِ وَالْإِيجَادِ مِنَ الْعَدَمِ وَالتَّدْبِيرِ وَالتَّأْثِيرِ، وَأَمَّا صَرْفهَا إِلَى الْمَخْلُوقِ فَيَكُونُ عَلَى سَبِيلِ التَّسَبُّبِ وَالْكَسْبِ.
قال السني: بل عندكم أنتم خلل عظيم في تحرير مفهوم العبادة شرعا!، ومن هنا وافقتم فقه "الحرورية" وغيرهم من الخوارج الذين استباحوا المسلمين بغير وجه حق، والبيان أن يقال:
• مَا الَّذِي جَعَلَ السُّجُود للهِ عِبَادَة لِلْوَاحِد الْقَهَّار ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾[الْنَّجْم:62]، بَيْنَمَا سُجُود الْـمَلاَئِكَةِ لِسَيِّدِنَا آدَم عَلَيْهِ السَّلاَم ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا﴾[الْبَقَرَة:34] وَسُجُود إِخْوَة يُوسُف لِيُوسُف عَلَيْهِ السَّلاَم ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا﴾[يُوسُف:100]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!، وَلَا يُعْقَلُ أَنْ يَأْمُر رَبُّنَا بِالْشِّرْكِ الْأَكْبَر ﴿قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ﴾ [الْأَعْرَاف:28] ﴿وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ﴾[الْزُّمَر:7]؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْخَوْف مِنَ اللهِ عِبَادَة لِلْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوت ﴿إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾[آل عِمْرَان:175]، بَيْنَمَا الْخَوْف مِنَ الْـمَخْلُوقِ ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾[مَرْيَم:5] ﴿فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى﴾[طه:67] ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾[البَقَرَة:239] وَالْخَوْف مِنَ الْأَفْعَى وَالْسَّبُع؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الشُّكْر للهِ عِبَادَة لِرَبِّ الْأَرْبَابِ ﴿وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [الْبَقَرَة:172] ﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ [النَّحْل:114]، بَيْنَمَا الشُّكْر لِلْوَالِدَيْنِ ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ﴾[لُقْمَان:14] وَالشُّكْر لِلنَّاسِ "مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ"[جَامِع الْتَّرْمِذِي:(1954)]؛ لَيْس بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْاِسْتِعَانَة بِاللهِ عِبَادَة لِشَدِيد الْعِقَاب ذِي الْطَّوْل ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[الْفَاتِحَة:5] "وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ" [جَامِع الْتَّرْمِذِي 2516)]، بَيْنَمَا الْاِسْتِعَانَة بِالْمَخْلُوقِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾[الْبَقَرَة:45] ﴿فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ﴾[الْكَهْف:95] وَالْاِسْتِعَانَة فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ" [جَامِع الْتَّرْمِذِي:(1425)] وَالاِسْتِعَانَة بِرَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ لِوَفْدِ "هَوَازِن": "إِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ فَقُومُوا فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَعِينُ بِرَسُولِ اللهِ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَوِ الْمُسْلِمِينَ فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا..."[سُنَن الْنَّسَائِي:(3688)] وَالاِسْتِعَانَة بِرِجَالِ الإِطْفَاءِ وَالْدِّفَاعِ الْـمَدَنِي؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الاِسْتِعَاذَة بِاللهِ عِبَادَة لِـرَبِّ الْسَّمَوَاتِ الْسَّبْعِ وَرَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾[الْأَعْرَاف:200] "تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ"[صَحِيْح مُسْلِم 2867)]، بَيْنَمَا الاسْتِعَاذَة بِالْـمُجْتَبَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ كما فِي قَوْل الْصَّحَابِي أَبِي مَسْعُودٍ عَلَى مَسْمَعٍ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ"[صَحِيْح مُسْلِم:(1659)] وَقَوْل الْسَّيِّدَة عَائِشَة عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِرَسُولِ اللهِ أَنْ يَلْعَنَنِي الْيَوْمَ"[مُسْنَد أَحْمَد:(26366)] وَقَوْل الْصَّحَابِي الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْبَكْرِيِّ عَلَى مَرْأَى مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ"[مُسْنَد أَحْمَد 15954)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْتَّقَرُّب إِلَى الله عِبَادَة ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾[الْإِسْرَاء:57] ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ * كِتَابٌ مَرْقُومٌ * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾[الْـمُطَفِّفِيْن:18-21]، بَيْنَمَا الْتَّقَرُّب إِلَى سَيِّدِنَا رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ فِي قَوْل زَوْجَة الْصَّحَابِي الْجَلِيْل سَيِّدنَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ حِيْن أَخَذَت حُلِيّهَا وَقَالَتْ لِزَوْجِهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ" [صَحِيْح ابْن خُزَيْمَة:(2461)، مُسْنَد أَحْمَد: (8862)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْرَّجَاء مِنَ اللهِ عِبَادَة لِـمَن يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ ﴿وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ﴾[النِّسَاء:104] ﴿يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ﴾[الْبَقَرَة:218]، بَيْنَمَا الْرَّجَاء مِنَ الْـمَخْلُوقِ فِي قَوْل الصَّحَابِي عَنْ بُرْدَةِ الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ أَمَام مَجْمَعِ الْصَّحَابَة رِضْوَان اللهِ عَلَيْهِم: "رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا"[صَحِيْح الْبُخَاري:(1277)] وَتَصْوِيبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ لِأُمِّ سُلَيْم حِيْنَ قَالَتْ عَنْ عَرَقِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّـمَ: "نَرْجُو بَرَكَتَهُ لِصِبْيَانِنَا"[صَحِيْح مُسْلِم:(2331)] وَالْرَّجَاء مِنْ الحَاكِمِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ التَّذَلُّل إِلَى للهِ عِبَادَة لِـمَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا﴾[الْأَعْرَاف:55] ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾[الْأَنْعَام:42]، بَيْنَمَا التَّذَلُّل لِلْوَالِدَيْنِ ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾[الْإِسْرَاء:24] وَالتَّذَلُّل لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾[الْـمَائِدَة:54] وَالتَّذَلُّل لِلْأَهْلِ وَلِلْأَوْلاَدِ؛ لَيْسَ بِعِبَادِةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ دُعَاء الله عِبَادَة لِلْوَاحِد الْأَوْحَد الْفَرْد الْصَّمَد ﴿فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾[الْجِن:18] ﴿وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ﴾[يُونُس:106]، بَيْنَمَا صَرْف الْدُّعَاء لِلْمَخْلُوقِ ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ﴾[آل عِمْرَان:153] ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ﴾[الْحَدِيد:8] ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾[الْفُرْقَان:63]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ تَقْوَى الله عِبَادَة ﴿اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾[آل عِمْرَان:102] ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ﴾[آل عِمْرَان:50]، بَيْنَمَا تَقْوَى الْـمَخْلُوق ﴿فَاتَّقُوا النَّارَ﴾[الْبَقَرَة:24] "اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ"[صَحِيح ابْن حِبَّان 875)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ حَمْد الله عِبَادَة لِـمَنْ يُسَبِّحُ الْرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْـمَلَائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الْفَاتِحَة:2] ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ﴾[الْتَّغَابُن:1]، بَيْنَما صَرْف الْحَمْد لِغَيْرِهِ ﴿وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾[آل عِمْرَان:188]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الْفِرَار إِلَى اللهِ عِبَادَة لِـمَنْ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَى مِنْهُ إِلَّا إِلَيْهِ ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ﴾[الْذَّرِيَات:50]، بَيْنَمَا الْفِرَار إِلَى الْـمَخْلُوقِ فِي قَوْل الْأَعْرَابِي مُخَاطِبًا الْـمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: "وَلَيْسَ لَنَا إِلَّا إِلَيْكَ فِرَارُنَا وَأَيْنَ فِرَارُ النَّاسِ إِلَّا إِلَى الرُّسُلِ"[فَتْح الْبَارِي (2/495)] وَالْفِرَار فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمِ: "أَلَا كَانَ مَفْزَعُكُمْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟"[صَحِيْح ابْنِ حِبَّان:(7092)، مُسْنَد أَحْمَد:(17810)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ طَلَب الْـمَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ عِبَادَة ﴿وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ﴾[آل عِمْرَان:135] ﴿وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا﴾[الْـمُمْتَحِنَة:5] ﴿فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ﴾[الْبَقَرَة:284]، بَيْنَمَا طَلَب الْـمَغْفِرَةِ مِمَّن هُوَ بِالْـمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوفٌ رَحِيْمٌ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ كَمَا جَاءَ فِي مُخَاطَبَةِ الْصَّحَابِي عَمْرو بْن الْعَاصِ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: "لَا أُبَايِعُكَ يَا رَسُولَ اللهِ حَتَّى تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي"[مُسْنَد أَحْمَد:(17827)]؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الذَّبْح للهِ عِبَادَة ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾[الْأَنْعَام:162] ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾[الْكَوْثَر:2] "لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ"[صَحِيْح مُسْلِم:(1978)]، بَيْنَمَا الذَّبْح لِقُدُومِ الضَّيْفِ وَلِلْأَهْلِ وَلِلْأَوْلَادِ وَلِلْحَاكِمِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الطَّوَاف حَوْلَ الْكَعْبَةِ الْـمُشَرَّفَةِ سَبْعَة أَشْوَاطٍ عِبَادَة لله ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾[الْحَج:29]، بَيْنَمَا طَوَاف الْعَدَّاء الْرِّيَاضِي حَوْل الْمَلْعَبِ سَبْعَة دَوْرَاتٍ كَامِلَة؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الطَّلَب مِنَ الله عِنْدَ الْمَرَض عِبَادَة، بَيْنَمَا الطَّلَب مِنْ طَبِيبِ الْأَسْنَانِ كَفْكَفَتَ أَلَـمَ ضِرْسٍ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الرُّكُوع فِي الْصَّلَاةِ عِبَادَة لله، بَيْنَمَا الرُّكَوع فِي التَّمَارِين الرِّيَاضِيَّةِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الصَّوْم عَنْ شَهْوَةِ الْبَطْنِ عِبَادَة لله، بَيْنَمَا الاِمْسَاك عَنِ الطَّعَامِ وَالْشَّرَابِ حِمْيَةً أَوْ لِتَخْفِيفِ الْوَزْنِ؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
• مَا الَّذِي جَعَلَ الاِعْتِمَاد عَلَى الله عِبَادَة، بَيْنَمَا الاِعْتِمَاد عَلى النَّفْسِ وَالْأَهْلِ وَالْقُرْبَى؛ لَيْسَ بِعِبَادَةٍ؟!.
وَالْجَوَاب: فِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْنِّيَّاتِ"[صَحِيْح الْبُخَارِي:(1)].
نَعَمْ؛ الْنِّيَّةُ!، فَصَرْفُ هَذِهِ الْأَفْعَال إِلَى الله يَكُونُ مِنَ الْمُسْلِمِ عَلَى سَبِيلِ اعْتِقَادِ الرُّبُوبِيَّةِ وَالأُلُوهِيَّةِ وَالاِسْتِقْلاَلِيَّةِ فِي التَّصَرُّفِ وَالْـمُلْكِ وَالخَلْقِ وَالْإِيجَادِ مِنَ الْعَدَمِ وَالتَّدْبِيرِ وَالتَّأْثِيرِ، وَأَمَّا صَرْفهَا إِلَى الْمَخْلُوقِ فَيَكُونُ عَلَى سَبِيلِ التَّسَبُّبِ وَالْكَسْبِ.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى