الحكمة من الأخذ بالأسباب
صفحة 1 من اصل 1
الحكمة من الأخذ بالأسباب
حكمة الأخذ بالأسباب
وفي الأسباب فوائد منها:
(الفائدة الأولى): أن الحق تعالى، علم ضعف قلوب العباد وقصورهم عن مشاهدة القسمة وعجزهم عن صدق الثقة، فأباح له الأسباب إسناد لقلوبهم، وتثبيتا لنفوسهم، فكان ذلك من فضله عليهم.
الفائدة الثانية: إن في الأسباب صيانة للوجوه عن الابتذال بالسؤال وحفظ لبهجة الإيمان أن تزول بالطب من الخلق فما يعطيك الله من الأسباب فلا منة فيه لمخلوق عليك، إذ لا يمن عليك أحد إن اشترى منك أو استأجرك على عمل شيء، فانه في حظه سعي ونفع نفسه قصد، فالسبب اخذ منه بغير منة.
الفائدة الثالثة: إن في شغل العباد بأسبابهم شغلا عن معصيته، والتفرغ إلى مخالفته، إلا تراهم إذا تطلعت أسبابهم في أعيادهم وغيرها، كيف يتعرف أهل الغفلة لمخالفة الله تعالى؟ وينهمكون في معصية الله فكأن شغلهم بالأسباب زحمة من الله عليهم.
الفائدة الرابعة: إن في الأسباب والقيام بها رحمة بالمتجردين ومنة من الله على المتوجهين لطاعته والمتفرغين لها، ولا قيام لأهل الأسباب فها فكيف كان يصح لصاحب الخلوة خلوته، ولصاحب المجاهدة مجاهدته، فجعل الحق تعالى الأسباب كالخدمة للمتوجهين إليه، المقبلين عليه.
الفائدة الخامسة: إن الحق تعالى أراد من المؤمنين أن يتآلفوا لقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}.
فكانت الأسباب سببا لتعارفهم، وموجبة لتواددهم، ولا ينكر الأسباب إلا جاهل أو عبد عن الله غافل.
ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الله أمرهم بالخروج عن أسبابهم ولكن اقرهم على ما يرضاه الله منها ودعاهم إلى وجود الهدى، والقرآن والسنة محشوان بإثبات الأسباب.
ولقد أحسن من قال:
ألم تر أن الله قال لمريم *** إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أدنى الجذع من غير هزها** إليها ولكن كل شيء له سبب
إشارة إلى قوله تعالى:
{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}.
وظاهر صلوات الله عليه وسلامه بين درعين يوم أحد، وأكل عليه الصلاة والسلام القثاء بالرطب، وقال: (هذا يدفع ضرر هذا)، وذلك كثير. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (تغدو خماصا وتروح بطانا) إثبات الأسباب أيضا. لأن غدوها ورواحها، سبب أقيمت فيه، فهو كغدو الآدميين إلى مكاسبهم، ورواحهم إليها. والقول الفصل في ذلك انه لا بد لك من الأسباب وجودا، ولا بد لك من الغيبة عنها شهودا. فأثبتها من حيث أثبتها بحكمته، ولا تستند إليها لعلمك بأحديته.
فان قلت: فما هو الإجمال في الطلب في قوله عليه الصلاة والسلام: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب).
وفي الأسباب فوائد منها:
(الفائدة الأولى): أن الحق تعالى، علم ضعف قلوب العباد وقصورهم عن مشاهدة القسمة وعجزهم عن صدق الثقة، فأباح له الأسباب إسناد لقلوبهم، وتثبيتا لنفوسهم، فكان ذلك من فضله عليهم.
الفائدة الثانية: إن في الأسباب صيانة للوجوه عن الابتذال بالسؤال وحفظ لبهجة الإيمان أن تزول بالطب من الخلق فما يعطيك الله من الأسباب فلا منة فيه لمخلوق عليك، إذ لا يمن عليك أحد إن اشترى منك أو استأجرك على عمل شيء، فانه في حظه سعي ونفع نفسه قصد، فالسبب اخذ منه بغير منة.
الفائدة الثالثة: إن في شغل العباد بأسبابهم شغلا عن معصيته، والتفرغ إلى مخالفته، إلا تراهم إذا تطلعت أسبابهم في أعيادهم وغيرها، كيف يتعرف أهل الغفلة لمخالفة الله تعالى؟ وينهمكون في معصية الله فكأن شغلهم بالأسباب زحمة من الله عليهم.
الفائدة الرابعة: إن في الأسباب والقيام بها رحمة بالمتجردين ومنة من الله على المتوجهين لطاعته والمتفرغين لها، ولا قيام لأهل الأسباب فها فكيف كان يصح لصاحب الخلوة خلوته، ولصاحب المجاهدة مجاهدته، فجعل الحق تعالى الأسباب كالخدمة للمتوجهين إليه، المقبلين عليه.
الفائدة الخامسة: إن الحق تعالى أراد من المؤمنين أن يتآلفوا لقوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}.
فكانت الأسباب سببا لتعارفهم، وموجبة لتواددهم، ولا ينكر الأسباب إلا جاهل أو عبد عن الله غافل.
ولم يبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الله أمرهم بالخروج عن أسبابهم ولكن اقرهم على ما يرضاه الله منها ودعاهم إلى وجود الهدى، والقرآن والسنة محشوان بإثبات الأسباب.
ولقد أحسن من قال:
ألم تر أن الله قال لمريم *** إليك فهزي الجذع يساقط الرطب
ولو شاء أدنى الجذع من غير هزها** إليها ولكن كل شيء له سبب
إشارة إلى قوله تعالى:
{وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا}.
وظاهر صلوات الله عليه وسلامه بين درعين يوم أحد، وأكل عليه الصلاة والسلام القثاء بالرطب، وقال: (هذا يدفع ضرر هذا)، وذلك كثير. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (تغدو خماصا وتروح بطانا) إثبات الأسباب أيضا. لأن غدوها ورواحها، سبب أقيمت فيه، فهو كغدو الآدميين إلى مكاسبهم، ورواحهم إليها. والقول الفصل في ذلك انه لا بد لك من الأسباب وجودا، ولا بد لك من الغيبة عنها شهودا. فأثبتها من حيث أثبتها بحكمته، ولا تستند إليها لعلمك بأحديته.
فان قلت: فما هو الإجمال في الطلب في قوله عليه الصلاة والسلام: (فاتقوا الله وأجملوا في الطلب).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى